يحرمهم مما دعاهم إليه؟
والمستعاذ منه : جاء في أغلب الآيات من شياطين الجن ـ العدو الأبدي للإنسان ـ وشياطين الإنس الطاغين والمتكبّرين في الأرض قال تعالى : ( وإمّا ينزعنّك من الشّيطان نزع فاستعذ بالله إنّه هو السّميع العليم ) (١).
وقال تعالى : ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربّه إنّي أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد وقال موسى إنّي عذت بربّي وربّكم من كلّ متكبّر لايؤمن بيوم الحساب ) (٢).
وجاء التعوّذ من الظلم كذلك من الفاحشة قال تعالى : ( ... قال معاذ الله إنّه ربّي أحسن مثواي إنّه لا يفلح لظالمون ) (٣).
والتعوّذ من الظم كذلك : ( قال الله أن نأخذ إلاّ من وجدنا متاعنا عنده إنّا إذا لظالممون ) (٤).
أما المستعاذ لأجله : فلا بدّ من القول إن علة استعاذة الإنسان أصلاً هي رغبته في كسب الخيرات ودفع المكروهات وما زال ذلك في الإنسان فطرة في السكون إلى الخير الاستنفار من الشر فهو في طلب استعاذة متواصلة وأدام ـ يقيناً ـ في الإنسان أن لا منبع للخير ولا صارف للشر إلاّ الحق تعالى فهو في حصن دائم ينهل مما يأمل فيه ويأمن مما يخاف منه.
ويتجلّي من خلال استعراض أركان الاستعاذة في القرآن أنها مظهر من مظاهر الأعلى وبهذا يتحقّق أصل الدعاء.
__________________
(١) سورة فصلت : ٤١ / ٣٦.
(٢) سورة غافر : ٤٠ / ٢٦ و ٢٧.
(٣) سورة يوسف : ١٢ / ٢٣.
(٤) سورة يوسف : ١٢ / ٧٩.