في قوله تعالى : ( ... حصرت صدورهم ... ) (١) « قيل هو دعاء عليهم بضيع صدورهم عن قتال أحد » (٢). وغير ذلك آيات كثيرة جاءت بلفظ الخبر ومعناها الدعاء (٣).
ولابدّ من الإشارة ـ في نهاية الفصل ـ إلى بعض الظواهر النحوية المتعلّقة بالدعاء منها دخول ( لا ) النافية على الفعل الماضي لإفادة الدعاء (٤) نحو قولنا : ( لا فضّ الله فاك ) إلاّ أنّ هذه الصيغة لم ترد في القرآن الكريم وإنما دخلت ( لا ) النافية على المصادر التي يدعى بها (٥) في موضعين فقط وهي قوله تعالى : ( هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبأً بهم إنّهم صالوا النّار قالوا بل أنتم لا مرحباً بكم أنتم قدّمتموه لنا فبئس القرار ) (٦) ودخول ( لا ) النافية على المصدر ( مرحباً ) لم تعمل فيه ولم تغيره لأنّه قد عمل فيه فعل مقدّر فنصبه على المصدر لأنّه لا يجوز « أن يعمل في حرف عاملان » (٧) ولعل ورود الدعاء بصيغة الفعل الماضي الذي تسبقه ( لا ) النافية فأكثر ما ورد سماعاً عن العرب ثم اشتهر في أشعارهم وكلامهم على أنّه صيغة من صيغ الدعاء ومن الظواهر الأخرى مجيء ( لن ) للدعاء وتباينت آراء النحاة في ذلك فقد ذهب ابن
__________________
(١) سورة النساء ٤ / ٩٠.
(٢) الإتقان ٣٢٧ : ٣.
(٣) ظ : الآيات التالية في المعنى نفسه : المائدة : ٥ / ٦٤ يوسف : ١٢ / ٩٢ الذاريات : ٥١ / ١٠ المدثّر : ٧٤ / ١٩ و ٢٠ عبس : ٨٠ / ١٧ البروج : ٨٥ / ٤ النمل : ٢٧ / ٨ التوبة : ٩ / ١٢٨ النساء : ٤ / ٩.
(٤) ظ : البرهان ٣٥٤ : ٤.
(٥) ظ : دراسات لأساليب القرآن ٥٤٨ : ٢.
(٦) سورة ص : ٣٨ / ٥٩ و ٦٠.
(٧) المقتضب ٣٨٠ : ٤.