جمر (١) حتى يثخن ثخناً معتدلاً ويسقيه منه قبل وقت الطعام بوقت يسير .
وقال في كتابه لملكة الروم : وأما الحلبة المنبوتة التي تستعملها الروم فإنها إذا أكلها إنسان أكلاً معتدلاً فإنها تنفع المعدة . وإِن اكثر منها أتخمته وصدعته ، ولا ينبغي أن تؤكل في كل حين ، ولا يُشبع منها » .
قال ديسقوريدس : « ولها أسماء كثيرة ، واذا طبخت الحلبة وعصرت وغسل الرأس بعصارتها (٢) نفعت الشعر وحللت النخالة والقروح الرطبة » .
قال : ماسرحويه « طبيخ الحلبة يجعد الشعر ويذهب بالحزاز (٣) وينقي الصدر ويغذو الرئة بعض الغذاء » .
قال ابن ماسويه : « تدر دم الحيض إِذا شُرب ماء طبيخها مع خمسة دراهم من الفوَّة (٤) وهي مغيِّرة للنكهة مطيبة لرائحة الرجيع (٥) ، مفسدة لرائحة العرق والبول ، محمودة لكسر الأعضاء ووهنها ، ملينة للطبيعة » .
قال ابن سينا : « حرارتها تفعل بالترقيق وكيموسها (٦) رديء وليس بالقليل ، ولعابها مع دهن الورد ينفع من الشقاق البارد ولحرق النار ، وطبيخها يصفي
______________________
(١) الجمرة : القطعة الملتهبة من النار . ( المعجم الوسيط ) .
(٢) العصار : ما يتحلب من الشيء إذا عُصر .
(٣) الحزاز : اجسام لطيفة تنتشر من جلدة الرأس كالقشور والنخالة من غير قرحة ، وتسمى بالعربية : الهبريّة والابرية والحزاز ( مفتاح الطب ص ١٢١ ، الفصل الخامس في الامراض ) .
(٤) الفُوَّة : وتسمى عروق الصباغين . ( تذكرة اُولي الألباب ) .
(٥) الرجيع : الروث والعذرة ويسمى أيضاً : الغائط والخرء والبراز .
(٦) الكيموس : هو المادة والخلط الذي يتولد في البدن يقال هذا الطعام يولد كيموساً جيداً أو رديّاً ، يراد به ما يولّده ذلك الطعام في البدن من الخلط الجيد أو الردي . ( مفتاح الطب : ص ١٦٣ ) .
الكيموس : الخلاصة الغذائية وهي مادة لبنية بيضاء صالحة للامتصاص تستمدها الأمعاء من المواد الغذائية في أثناء مرورها بها .