ارسطو (١) ـ وهي ان الولد (٢) يتكون من ماء الرجل ؛ والاُم لا ماء لها . والصحيح ان المرأة لها ماءآن ؛ ماء لتوفير الجو الصحي للجهاز التناسلي وماء ينزل شهريا حاملاً للبويضة (٣) التي تلتقي بالحويمن فيتم اللقاح في الثلث الوحشي من قناة فالوب . وقد ورد هذا المعنى في الحديث النبوي : للرجل ماء وللمرأة ماء اصفر . ( صحيح مسلم ـ باب التخليق ) .
وعليه فإن الإِسلام هو اول من نبَّه على ذلك . كما نبه القرآن بقوله تعالى ( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (٤) ) . فالماء الدافق يكون من الزوج والزوجة يروى ان ام سليم ـ زوجة ابي طلحة الانصاري ـ سأَلت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا رسول الله ، لا حياء في الدين . المرأة إِذا احتلمت هل عليها غسل ؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم إِذا رأت الماء عليها غسل .
كان العرب ـ قبل الإِسلام ـ ينفون ذلك ؛ لأَن المرأة عندهم موضع احتقار فلا يشركونها في رأي ولا يعطونها المنزلة التي تعطى للرجل و . . . وقد يقال ان المسلمين ايضا يفرقون بينهما ، فنقول ان هذا التفريق يرتبط بتكوين المرأة البيولوجي والعاطفي وبالبنية الاقتصادية للأُسرة وليست مسألة احتقار .
في القانون الغربي لا يعتبر الرجل مسؤولا عن المرأة بل هي مسؤولة عن نفسها ، والعلاقة الزوجية علاقة اتصال ليس إِلا ، وعليه فإن من حق المرأة ان تتناصف
______________________
(١) ولد ارسطو عام ٣٨٤ ق م في مدينة ستاجيرا في مكدونيا من بلاد اليونان ومات في عام ٣٢٢ ق . م في الثانية والستين من العمر ، ويذكر انه الف أكثر من ١٧٠ كتاباً ، وقد بقي منها ٤٧ مؤلفاً . ( المائة الأوائل ص ٦٠ ) .
(٢) الولد يطلق على الذكر والانثى بدليل قوله تعالى : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ) .
(٣) البُيَيْضَة : المادة التي تتكوَّن ضمن مبيض الاُنثى وتؤمِّن استمرار النوع بعد إخصابها .
(٤) سورة الطارق الآية ٥ ـ ٧ .