من الجدير بالإِنسان ان لا تكون لديه عجرفة ولا خيلاء فكل هذه الاُمور تنحسر عنه بالموت ، حتى العلم ، فإن الذي يتعالى على الناس يصاب بنسيان علمه ، لأَن التكبر معصية والعاصي تسلب منه المعرفة ، يقول الشاعر :
شكوت إِلى وضيع سوء حفظي |
|
فأَرشدني إِلى ترك المعاصي |
وحجته بأَن العلم لطف ولطف |
|
الله لا يؤتاه عاصي |
فمن الجميل بالإِنسان ان يكون متواضعا ومندمجا مع الناس بعيدا عن الغطرسة . فإِنها لا تليق بالإِنسان لأَنه سيبلغ من الذل درجة تتجرأ فيها الديدان على خده المصعر وتعبث به حتى تنتهي إِلى تخريب محاسنة .
فافصح القبر عنهم حين ساءلهم |
|
تلك الوجوه عليها الدود يقتتل |
قد طالما اكلوا دهرا وما شربوا |
|
فاصبحوا بعد طول الأكل قد اُكلوا (١) |
وقد ورد ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من الكبر ) . من تواضع رفعه الله ومن تكبر اذله الله .
القلب الطاهر هو الذي يتلقى عطاء الله لا القلب الذي فيه الزهو الكاذب هذا وان الآية ( أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ) فيها إِشعار بوحدة المصدر للذين يعتقدون بأَنهم ممتازون في الخلق عن غيرهم فيصنفون الاجناس والعروق حيث نجد نظرية تقول ان الجنس الاشقر هو الذي صنع الدنيا اللائقة بالإِنسان ، هذا الجنس هو الذي جعل الإِنسان إِنسانا . هو الذي اخرج المعادن ولولاه لبقي اصحاب المعدن يعيشون على البعير .
هذا الكلام فيه غرور ، لأَن بني الإِنسان لا يختلفون في خلايا المخ إِلا ان الاقدار جعلت الاوربي في قالب تربوي معيّن وغيره في قالب آخر . والحضارة هي التي تصوغ شخصية الإِنسان والآية تخاطب الإِنسان انت والآخرون من جنس واحد
______________________
(١) قطعة من شعر الإمام الهادي عليهالسلام .