قال ابن سينا في الادوية القلبية : الحلو منه معتدل موافق لمزاج الروح بحلاوته وخصوصاً لروح الكبد .
وقال أيضاً في الثاني من القانون : جميع أصنافه جلاء مع القبض حتى الحامض أيضاً والحامض يخشن الحلق والصدر وآلتهما . والحلو يلينهما ويقوي الصدر والمز (١) منه ينفع من جميع الحميات والتهاب المعدة ولأن يمتص المحموم منه بعد غذائه فيمنع صعود البخار أولى من أن يقدمه فيصرف المواد إِلى أسفل والحلو موافق للمعدة لما فيه من قبض لطيف وجميعه ينفع من الخفقان والحلو منه يجلو الفؤاد .
وإن طُبخت الرمانة الحلوة كما هي بالشراب (٢) ثم دُقت كما هي وضُمد بها الاذن نفع من ورمها منفعة جيدة .
وعصارة الحامض منه تنفع الظفرة (٣) إِذا أُكتحل بها ، وسوِيقه مصلح لشهوة الحبالى ، وكذا رُبُّه (٤) وخصوصاً الحامض .
قال هارون : عصارة الحلو منه إِذا وضعت في قارورة في شمس حارة حتى
______________________
(١) المُزُّ بضم الميم : الشيء بين الحامض والحلو . ( معجم مقاييس اللغة ) .
(٢) الشراب : ماء الفاكهة وغيرها إذا طُبخ مع السكر أو العسل حتى يكون له قوام ، مثل : السكنجبين ، وشراب التفاح ( اقراباذين السمرقندي ) .
(٣) الظفرة : زيادة عصبية تبتدي من المآق الذي يلي الأنف ، فتغشِّي بياض العين ، وتمتد إِلى سوادها . ( مفتاح الطب : ص ١٢٤ ) .
(٤) الرُّب : بتشديد الراء وضمها : من جميع الثمار هو ماؤه المعتصر إِذا عُقد بالنار أو الشمس . ( المعتمد في الأدوية ) .
الرب : ما يجلب من الشيء أو يعصر ، ثم يطبخ حتى يغلظ . ( مفتاح الطب ) .
الرب وجمعه الربوب : وهو ما يعتصر مما يمكن عصره وطبخ غيَّره إِلى ذهاب صورته وهذا يكون في الفواكه . ( تذكرة أُولي الألباب ) .