تغلظ تلك العصارة واكتحل بها أحدَّت البصر وكلما عتقت كانت أجود .
قال الشريف : عصير الرمانين إِذا طبخا في إِناء نحاس إِلى أن يثخنا واكتحل بهما أذهبا الحكة والجرب والسلاق (١) وزادا في قوة البصر .
وإِذا فرغت رمانة من حبها ومُلئت بدهن ورد وفترت على نار هادئة وقطّر منه في الاذن الوَجِعة سكَّن وجعها ومع دهن البنفسج للسعال اليابس .
وإِذا طبخ قشر الرمان وجلَس فيه النساء نفعهن من النزف ، وإِذا أُجلس فيه الأطفال نفعهم من خروج المقعدة .
وإِذا طبخ قشر الرمان في ماء إِلى ان يتهرّى وأُخذ منه قدر أربعة دراهم مع الماء الذي طبخ فيه وأُظيف إِليهما أُوقيتان من دقيق حواري وصُنع منه عصيدة حتى يكمل نضجها ثم اُنزلت ووضع عليها زيت قح (٢) وأُطعم ذلك من به إِسهال ذريع قطعه وحيا وإِن شرب طبيخه من به استرسال البول أمسكه .
وإِذا أُخذ قشر الرمان الحامض وخلط بمثله عفصاً وسُحِقا ثم طبخا بخل ثقيف حتى ينعقد ثم حُبِّبَ منهما على قدر الفلفل وشُرب منهما من سبع عشرة حبة إِلى خمس وعشرين حبة نفع ذلك من السحج (٣) وإِسهال البطن وحيا ونفعا من قروح الأمعاء والمقعدة .
وإِذا حُرق قشر الرمان وعُجن بعسل وضمد به اسفل البطن والصدر نفع من
______________________
(١) السلاق : غلظ في الأجفان مع حمرة وانتثار من شعر الأهداب . ( مفتاح الطب : ص ١٢٥ ) .
(٢) زيت قح : يعني زيت زيتون خالص .
(٣) السحج : تقشر أو سلخ يعرض من تلاقي فخذي الرِّجِل .
وسحج الامعاء : تقشرها ، وأصل السحج : القشر ، ويُوقِعُه الاطباء على قشر المعى في وقت الاسترسال إِذا قالوه مطلقاً ، فإن ارادوا غيره قيَّدوه كسحج الخُفّ للرِّجِل ، وسحج الحائط وغير ذلك لما صاكه في الاعضاء الظاهرة . ( الاغذية والادوية ص ٥٥٧ ) .