ورُبَّ الرمان الحلو إِذا اخذه المسلول (١) بالماء عند العطش رطب بدنه وكذا يفعل امتصاص الطري منه للغذاء ، وإِذا شويت الرمانة الحلوة وضمد بها العين الرمدة سكّن وجعها وحط رمدها .
وزهر الرمان إِذا ضمدت به المعدة مع عيون الكرم الرخصة الغضة قطع القيء الذريع المفرط عنها ، وإِذا استخرجت عصارة الرمان الحامض الساقط عند العقد بالطبخ في الماء مع زهره وعقدت حتى تغلظ قوّة الاعضاء ومنعت من انصباب المواد إِليها ، لا سيما العينان الرمدتان . ويجب أن يحل العينان بماء الورد .
وإِذا حلت بماء عنب الثعلب أو ماء لسان الحمل نفعت من سحوج الخف محلولة بالماء ومن ابتداء الداحس .
وإِذا احتقن بها بماء قد اُغلي فيه عيدان الشبث (٢) جففت الرطوبات السائلة من الرحم .
قال الرازي في الحاوي : وقشر الرمان إِذا سُحق واقتمح (٣) منه صاحب الدود وزن خمسة عشر (٤) وشرب عليه ماء حاراً فإِنه يخرجها بقوّة .
وقال في دفع مضار الأغذية : وأما الحلو منه فينفخ قليلاً حتى انه ينعظ ويحط الطعام عن فم المعدة إِذا امتص بعده وليس يحتاج إِلى إِصلاح ؛ لأن نفخه سريع التفشي .
واما الحامض فإِنه طويل الوقوف ، وينفخ ، ويبرد الكبد تبريداً قوياً ، ولا سيما إن أُدمن وأُكثر ، ويعظم ضرره للمبرودين ويبرد أكبادهم ويمنعها من جذب الغذاء
______________________
(١) المسلول : المبتلى بمرض السل .
(٢) الشبث : يسمى عند العراقيين الشبنت .
(٣) القميحة : ما يؤكل من الأدوية يابساً ويكون مقداره لقمة . ( اقراباذين السمرقندي ) .
(٤) خمسة عشر درهم .