اُهدي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم طبق مغطى فكشف الغطاء عنه ، ثم قال : « كلوا بسم الله ، نعم الطعام الزبيب يشد العصب ويذهب بالوصب ، ويطفئ الغضب ، ويرضي الرب ، ويذهب بالبلغم ، ويطيب النكهة ، ويصفي اللون » (١) .
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « إحدى وعشرون زبيبة حمراء في كل يوم على الريق تدفع جميع الأمراض إلا مرض الموت » (٢) .
قال أبو حنيفة الدينوري : هو جفيف العنب خاصة ، ثم قيل لما جفف من سائر الثمر قد زبب إلّا التمر ، فإنه يقال تمر الرطب ، ولا يقال زبب ، والزبيب هو العنجد .
قال جالينوس : اما زبيب العنب فقوته قوة تنضج وتحلل تحليلاً معتدلاً ، وعجم الزبيب يجفف في الدرجة الثانية ويبرد في الدرجة الاُولى ، وجوهره جوهر غليظ ارضي ، كما قد يُعلم ذلك من طعمه إِذ كان يوجد عياناً عفص المذاق ، والمحنة والتجربة يدلان ايضاً على ذلك منه إِذ كان نافعاً غاية المنفعة لاستطلاق البطن .
وقال ايضاً : قياس الزبيب عند العنب قياس التين اليابس عند الطري .
والزبيب يكون في اكثر الحالات حلواً وقلما يكون زبيب قابض عفص .
فأما خل الزبيب فنجده مختلطاً بين الحلاوة والقبض مع ان في الحلو منه ايضاً طعم قبض خفي وفي القابض منه طعم حلاوة خفية .
والزبيب القابض ابرد مزاجاً ، والحلو أحر مزاجاً ، والقابض يقوي المعدة ، ويعقل البطن والعفص ابلغ في ذلك من القابض .
فاما الزبيب الحلو فحاله في هذه الوجوه حال وسط ، وذلك لأنه لا يرخي
______________________
(١) الاختصاص : ص ١٢٤ ، تاريخ دمشق ج ٢١ ص ٦٠ حديث ٤٧٢٤ ، والفردوس بمأثور الخطاب ج ٤ ص ٢٦٥ حديث ٦٧٨٠ ، وكنز العمال ج ١٠ ص ٤١ حديث ٢٨٢٦٦ .
(٢) المحاسن ج ٢ ص ٣٦٣ .