إن شئت أن تخفص وزنك فكل نصف ما تأكله الآن ( مرشد العناية الصحية ص ١٢٧ ) .
كيف تؤدّي الحُرَيْرات إلى السُمنَة ؟
الحُرَيراتُ لا تسبب السمنة ، فهي ليست طعاماً بل هي وحداتُ قياسٍ . وما تقيسُه هو الطاقةُ أو الحرارة . ومن هنا سُمِّيَت « حُريرة » اشتقاقاً من الحرارة .
إنَّ الحُرَيرَةَ الواحدةَ هي مقدار من الحرارة اللازمِة لرفعِ سخونةِ غرامٍ من الماءِ درجة واحدة . وعندما نطبِّقُ هذا الشكل من القياسِ على الطاقة في الغذاءِ ، فإننا نستعملُ وحدة أكبر ، حرورة الكيلوغرام . وتساوي هذه الحرورة ألف حُرَيرةٍ عاديةٍ .
ولكن ماذا عن علاقة الحرورة بالسمنةِ ؟ إن الطعامَ الذي نتناولُهُ يمكن اعتبارهُ « وقوداً » . وفي الحقيقة ، فإنَّ تحلُّلَ الطعامِ في الانسجةِ (١) هو شكلّ من التأكسُدِ أو الاحتراق . ولما كنا نحرصُ على قياسِ هذا الوقود ومعرفة مقدار ما نأخذهُ منه وما يحتاجُ إليه الجسم ، فإننا نستعملُ الحرورةَ أو الحُرَيرات .
يحتاجُ كل شخصٍ إلى مقدار مختلف من الحرورات لكي يعيش . ويمكنُ مع ذلك وضعُ قواعد أو متطلّباتٍ عامة . فمثلاً يحتاجُ البالغُ المتوسط من الفين إلى ثلاثة آلاف حُريرة في اليوم . ولكن لنفرض أنك عامل في مصنعٍ وتستنفذُ طاقة أكثر في الشغلِ ، فإنك ستحتاجُ إلى ثلاثة آلافٍ وأربعمائة حريرة . وماذا عن المصارعين ورافعي الاثقالِ الذين لا ينفعون ولا يضرون ؟ أنهم يحتاجون إلى أربعة آلاف حريرة أو أكثر .
ويحتاجُ الأطفالُ إلى حريرات أكثر من البالغين . ولا يحتاجُ المسنون إلا إلى القليل لأن اجسادهم لا تستطيعُ حرقَ الوقود كأجسادِ اليافعين . وحاجةُ العاملين في
______________________
(١) النسيج : مجموعة من الخلايا من النوع نفسه تعمل معاً ؛ الانسجة المختلفة تشكل عضواً . ( موسوعة جسم الإِنسان ص ١٠٧ ) .