« كونفوشيوس » وردت عبارات عديدة تتحدث عن البرتقال ، الأمر الذي دعا البعض إلى الاعتقاد بأن بلاد الصين هي منشأ الثمرة ، وأن المزارعين الصينيين المهرة استطاعوا تهجين الأنواع المختلفة من هذه الثمرة ، والتفنن في الاستفادة منها .
وفي بحث كتبه أحد الصينيين سنة ١١٧٨ ميلادية ، ذكر من البرتقال سبعة وعشرين نوعاً مختلفة ، بعضها نوع خال من البذور ، كما أن هناك دراسات أقدم من ذلك بكثير ، تمتد إلى سنة ٢٢٠٠ قبل الميلاد ، ومن ذلك كله يتبين أن الصينيين الجنوبيين كانوا يتناولون البرتقال الحلو واليوسف أفندي « المسمى بالعراق لالنكي » منذ أقدم العصور ، بحيث يمكن القول أنه إذا لم تكن الصين هي مهد البرتقال الأول ، فهي ـ على الأقل ـ أول من فطن إلى الفوائد العديدة للبرتقال ، لأن أهلها كانوا يفيدون منه في التغذية كما يفيدون من قشوره وزهوره في الطب ، ويمزجونها ببعض الأطعمة لتعطيرها .
وقبل الميلاد بزمن بعيد ، كان الصينيون يصدرون البرتقال إلى الهند الصينية واليابان ثم امتد مجال تصديرها إلى الهند والملايو وبعض أقطار الشرق الاوسط ، وما أن حل القرن الثاني للميلاد حتى كانت أشجار البرتقال المزهرة تملأ بأريجها وعطرها مناطق واسعة من سهول فلسطين ومصر وسورية ولبنان وغيرها من الأقطار ، ولم يكن انتشار هذا النوع من الفاكهة وقفاً على البرتقال ، بل شاركه في ذلك أكثر الثمار الحمضية وعلى رأسها الليمون الحامض .
وكان طبيعياً ـ بعد هذا ـ أن تغزو ثمرة البرتقال أُوروبة قبل سقوط الدولة الرومانية وتضرب أشجارها جذورها في تربة إيطاليا وبساتينها ، لتمتد بعد ذلك إلى مختلف سهول أُوروبة الجنوبية حتى تصل إلى اسبانيا ، ليبلغ الغزو أُولى مراحله مع حلول القرن السابع . أما الأصناف الحلوة من البرتقال والثمار الحمضية فلم تُتم عملية الغزو إلا قبيل مطلع القرن الخامس عشر .
وكان طبيعياً أن
ترافق الثمرة الشهية الحملات الاستكشافية التي تعرض لها