التجربة التي ربما حاول تعميمها وترويجها عبر تداول مثل هذا الطرح الشمولي في الفاظ الكتاب العزيز.
وهذا الاسهاب المقصود والربط الهادف بين آيات القرآن الكريم نجده في اكثر من مكان بين صفحات التبيان فهو في تفسيره لقوله تعالى :
(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) ١. وضح المعنى لكلمة (رَبَّنَا أَفْرِغْ) بشيء من التفصيل : فقال :
|
وقوله : (أَفْرِغْ) فالافراغ : صب السيال على جهة اخلاء المكان منه ، واصله الخلو ، وانما قيل : (أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا) تشبيهاً بتفريغ الاناء من جهة انه نهاية ماتوجبه الحكمة ، كما انه نهاية ما في الواحد من الانية. وقوله : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ) ٢ معناه سنعمد ، لانه عملٌ مجردٌ من غير شاغل. ومنه قوله تعالى : (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا) ٣ اي خاليا من الصبر ، والفرغ مفرغ الدلو ٤. |
ومثل هذه الاطالة النافعة نجدها في تفسير الشيخ الطوسي لكلمة الاعصار في قوله تعالى :
(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ) ٥ فقال :
|
وقوله : (فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ) فالعصر عصر الثوب ونحوه من كل شيء رطبٍ عصرته عصراً فهو معصورٌ. والعصر : الدهر وفي التنزيل (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ) ٦ والعصر ، العشي ، ومنه صلاة |
__________________
١. البقرة ( ٢ ) الآية ٢٥٠
٢. الرحمن ( ٥٥ ) الآية ٣١.
٣. القصص ( ٢٨ ) الآية ١٠.
٤. انظر التبيان ج ٢ ، ص ٢٩٨.
٥. البقرة ( ٢ ) الآية ٢٢٦.
٦. العصر ( ١٠٣ ) الآيات ١ و ٢.