الله لها لوفقت وأصابت قريش.
فقال عمر : على رسلك يابن عباس ، أبت قلوبكم يا بني هاشم إلا غشا في أمر قريش لا يزول ، وحقدا عليها لا يحول. فقال ابن عباس : مهلا يا أمير المؤمنين؟ لا تنسب هاشما إلى الغش ، فإن قلوبهم من قلب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ الذي طهره الله وزكاه ، وهم أهل البيت الذين قال الله تعالى لهم : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (١).
وأما قولك : (حقدا) فكيف لا يحقد من غصب شيئه ، ويراه في يد غيره.
فقال عمر : أما أنت يا بن عباس ، فقد بلغني عنك كلام أكره أن
__________________
على الامام علي ـ عليه السلام ـ وأنها بأمر الله واختياره ، ولو لم يكن كذلك لاعترض عليه الخليفة في ذلك ، والحق يقال أن انعقاد الخلافة بالشورى أو الاجماع أو البيعة ما هو الا اجتهاد في مقابل النص وقد قال تعالى : (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا أن يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) سورة الاحزاب : الاية ٣٦.
(١) سورة الاحزاب : الاية ٣٣.
فقد روى الجمهور أن هذه الاية الشريفة نزلت في خمسة وهم : النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ.
راجع : صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أهل بيت النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ج ٤ ص ١٨٨٣ ح ٦١ ، صحيح الترمذي ج ٥ ص ٣٢٧ ح ٣٢٠٥ وح ٣٢٠٦ ، المستدرك للحاكم ج ٣ ص ١٣٣ وص ١٤٦ وج ٢ ص ٤١٦ ، شواهد التنزيل للحسكاني ج ٢ ص ١٨ ـ ١٤١ ح ٦٣٧ وح ٤٧٤ ، مسند أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٢٥٩ ج ٤ ص ١٠٧ وج ٦ ص ٢٩٢ ، أسباب النزول للواحدي ص ٢٣٩ ، المناقب للخوارزمي ص ٦٠ ـ ٦١ ح ٢٨ ـ ٢٩ ، تفسير القرطبي ج ١٤ ص ١٨٢ ، الكشاف للزمخشري ج ٣ ص ٥٣٧ ، الدر المنثور للسيوطي ج ٦ ص ٦٠٣ ، فرائد السمطين ج ٢ ص ٩ ح ٣٥٦ ، الصواعق المحرقة ص ١٤٣ ، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج ١ ص ٢٧٠ ـ ٢٨٩ ، وغيرها الكثير من المصادر.