قالوا مدحت عليّ الطهر قلت لهم |
|
كلّ امتداح جميع الأرض معناه |
مـاذا أقـول بـمن حطّت له قدم |
|
في موضع وضع الرحمن يمناه (١) |
فيا من يتصدّى سواه للامامة ، ويدوك (٢) للزعامة ، ويضعف سباله ، ويرجل قذاله ، وينتقص كمال الكامل ، وينكر فضل الفاضل ، ويكاثر بكثرة الأتباع ، ويفاخر بالهمج الرعاع ، يسبه الظمآن ماءً ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ، ويظنّه الجاهل إماماً وقد ضرب الحمق على هامته من الجهل ، ظلّاً وفيئاً ، يدير لسانه في لهواته إذا سئل ، ويجمد ريقه في بلعومه إذا جودل ، يظنّ أنّه الفاصل الأعلم ، وهو أجهل من البازل الأعلم ، ويعذر انّه علم السنّة ، وهو أضلّ الحقّ والسنة.
تنحّ عن رتبة وليّ الحق في الخلق ، وميزان القسط والصدق ، لفظه جلاء القلوب ، ووعظه شفاء الكروب ، ومعلّمه رب العالمين ، ومؤدّبه سيد المرسلين ، ينصب له كل يوم علماً من علمه ، ويفتح له باباً م حِكَمِهِ وحُكمِهِ ، يتّبعه اتّباع الفصيل أثر اُمّه ، ويلازمه ملازمة شعاره (٣) لجسمه.
ويك اربع على ضلعك ، وتفكّر في أصلك وفرعك ، وطالع مراءة عقلك بعين الانصاف ، واحذر ارتكاب طريقة الوقاحة والاعتساف ، أليست اُمّك صهاك؟ أليس الخطّاب أباك؟ ألست جاحد النصوص على أهل الخصوص؟ ألست منكّس الراية يوم القموص؟ أما في حنين وأوطاس كنت أوّل المدبرين
__________________
١ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٢ / ١٣٧. وفيه « لمن » بدل « بمن ».
٢ ـ في حديث خيبر : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال : لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه ، فبات الناس يَدوكون تلك الليلة فيمن يدفعها اليه ، قوله : يَدوكون أي يخوضون ويموجون ويختلفون فيه. والدَّوك : الاختلاط. وقع القوم في دَوكَةٍ ودوُكة وبوح أي وقعوا في اختلاط من أمرهم وخصومة وشرّ. « لسان العرب : ١٠ / ٤١٠ ـ دوك ـ ».
٣ ـ الشِّعار : ما ولي شَعَرَ جسد الإنسان دون ما سواه من الثياب ... وفي المثل : هم الشِعار دون الدِثار ، يصفهم بالمودّة والقرب. « لسان العرب : ٤ / ٤١٢ ـ شعر ـ ».