ولِمَ أجمحوا يوم سلعٍ (١) وقد |
|
ثبتّ لـعمـرو ولِمَ أسـلموكا؟ |
ولِمَ يوم خيبـر لـم يثـبتوا |
|
بـرايـة (٢) أحمد واستركبوكا؟ |
فلاقيت مرحباً والعنـكبوت |
|
واسـداً يحـامـون إذ واجهوكا |
فدكدكت حصـنهم قــاهراً |
|
وطوّحت بالبـاب إذ حاجـزوكا |
ولَم يحضروا بحـنين وقـد |
|
صككت بنفسك جيـشاً صـكوكا |
فأنت المقدّم فـي كـلّ ذلك |
|
فلـلّه درّك لِـمَ أخّـــروكـا؟ |
ومن نهج البلاغة :
اللهم إنّي أستعديك على قريش ، فإنّهم [ قد ] (٣) قطعوا رحمي ، وكفروا آياتي (٤) ، وأجمعوا على منازعتي حقّاً كنت أولى به من غيري ، وقالوا : ألا [ إنّ ] (٥) في الحق أن تأخذه ، وفي الحقّ [ أن ] (٦) تُمنعه ، فاصبر مغموماً ، أو مُت متأسّفاً ، فنظرت فإذا ليس لي رافد ، ولا ذابّ (٧) ولا مساعد ، إلا أهل بيتي ، فَضَننتُ (٨) بهم عن المنيّة ، فأغضيت على القذى (٩) ، وجرعت ريقي على الشَجا (١٠) ، وصبرت على الأذى ، ووطّنت (١١) نفسي على كظم الغيظ ، وما هو أمرّ
__________________
١ ـ الجمح : استعمل بمعنى إدامة النظر مع فتح العين. وسلع : موضع بقرب المدينة.
٢ ـ في المناقب : صحابة.
٣ و ٥ و ٦ ـ من النهج والمناقب.
٤ ـ في النهج : وأكفَؤوا إنائي. وهنا كناية عن تضييع الحقّ.
٧ ـ الرافد : المعين. والذابّ : المدافع.
٨ ـ أي بخلتُ.
٩ ـ القذى : ما يقع في العين ، ومراده عليهالسلام : غضضت الطرف عنه.
١٠ ـ الشجا : ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه ، يريد به غصّة الحزن.
١١ ـ في المناقب : وطبت .. وحر. وفي النهج : وصبرتُ من كظم الغيظ على أمرّ من العَلقم ، وآلمَ للقلب من وَخزِ الشّفار.