وتسديدك ، حتى إذا وردت عن اليقين ورداً وصدراً ، وكشف بها الحقّ المبين عن غوامض أسراره حجاباً وستراً ، وصار المحبّ حبيباً ، والطالب مطلوباً.
جعلتهم معادن علمك ، ومواضع حكمك ، وتراجمة وحيك ، وسفرة أمرك ، وعصمتهم من كلّ عيب ، ونزّهتهم من كل ريب ، وتوّجهتهم بتاج عنايتك ، وأفرغت عليهم خلع كرامتك ، وأسريت بهاديهم إلى الصفيح الأعلى ، وسموت بساميهم إلى المقام الأدنى ، وأطلعته على أسرار ملكوتك ، وشرّفته بخطاب حضرة جبروتك ، ووسمته بخاتم النبيّين ، وسمّيته بأحمد ومحمد وطه وياسين ، وجعلته أفضل أهل السماوات وأهل الأرضين ، وأيّدته بوليّك سيّد الوصيّين ، وفرضت ولاءها وولاء أهل بيتهما على عبادك أجمعين ، فقلت : ( يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهََ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (١).
فمن سلك سبيلهم ، واقتفى دليلهم ، فهو ممّن ألحقته جناح رحمتك ، وأورثته نعيم جنّتك ، ورقمت اسمه في جرائد المنتجبين من خواصّك ، وأثبتّ وسمه في صحائف الموسومين بإخلاصك.
ومن تولّى عن أمرهم ، وأنكر عنهم برّهم ، وتوالى من جرت عليه نعمتهم ، وعظمت لديه مننهم ، واستطال على الناس برفيع مجدهم ، واشتهر بالباس بغرار حسدهم ، وتاه في ظلمة ضلالته ، وغرق في لجّة جهالته ، فهو ممّن قلت فيه : ( يُؤمِنُونَ بِالجِبتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤلاَءِ أهدَى مِنَ الَّذِينَ
__________________
١ ـ سورة التوبة : ١١٩.