آمَنُوا سَبِيلاً اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَن يَلعَنِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لهُ نَصِيراً ) (١) ( يُرِيدُونَ أن يَتَحَاكَمُوا إلَى الطَّاغُوتِ وَقَد اُمِرُوا أَن يَكفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيطَانُ أن يُضِلََّّهُم ضَلَالاً بَعِيداً وَإِذَا قِيلَ لَهُم تَعَالَوا إلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأيتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً ) (٢) ( اُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِم وَلِقَائِهِ فَحَبِطَت أعمَالُهُم فَلَا نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيَامَةِ وَزناً ذَلِكَ جَزَاؤُهُم جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً ). (٣)
اللّهمّ إنّا لا نعلم نبيّاً من أنبيائك ، ولا نعتقد وليّاً من أوليائك ، ولا ملكاً من حملة عرشك ، ولا هابطاً بوحيك وأمرك ، ولا أميناً على غيبك وسرّك ، أفضل لديك من نبيّك المصطفى ، وأمينك المجتبى ، الّذي انتجبته لرسالتك ، واصطفيته بكلمتك ، وختمت به أنبياءك ، ووصيّه الذي اخترته لخلافتك ، وقرنت طاعته بطاعتك ، وضربته مثلاً في محكم تنزيلك ، وشددت به عضد نبيّك ورسولك ، وأيّدته بالفضل والحكم ، وآتيته بسطة في العلم والجسم ، وهزمت بجدّه الأحزاب ، وقصمت بسيفه الأصلاب ، وجعلت حبّه فارقاً بين الكفر والإيمان ، وحبّه وسيلة إلى الفوز بنعيم الجنان.
لا نعقتد ذنباً بعد الإلحاد في آياتك ، والجحود لصفاتك ، وادّعاء إلهاً سواك ، والتكبّر على جلالك وعلاك ، أعظم ولا أكبر ، ولا أوثق ولا أشقّ ، من ذنب من وضع من قدره ، واجترى عليه بكفره ، وقدّم عليه من لا يعادل عند الله شسع نعله ، وأخرّه عمّن ليس له فضل كفضله ، ولا أصل كأصله ، وجحد نصّ رسولك ،
__________________
١ ـ سورة النساء : ٥١ و ٥٢.
٢ ـ سورة النساء : ٦٠ و ٦١.
٣ ـ سورة الكهف : ١٠٥ و ١٠٦.