سمع النضر بن كنانة هذا الكلام لقال لقائله ما قاله عليّ بن العبّاس بن جريح لإسماعيل بن بلبل :
قالوا أبو الصَقرِ مِن شَيبانَ قلتُ
لهم |
|
حاشا وكلّا ولكن منهُ (٧) شَيبانٌ |
وكم أبٍ قد عـلا بابنٍ ذًُرا شرف (٨) |
|
كما علا برسولِ اللـهِ عدنان |
إذ كان يفخر به على عدنان وقحطان ، بل كان يقرّ به عين أبيه إبراهيم خليل الرحمن (٩) ويقول له : إنّه لم يُعفِ ما شيّدتُ من معالم التوحيد ، بل أخرج الله تعالى لك من ظهري ولداً ابتدع من علوم التوحيد في جاهليّة العرب ما لم تبتدعه أنت في جاهليّة النبط (١٠) ، بل لو سمع هذا الكلام أرسطو طاليس القائل بأنّه تعالى لا يعلم الجزئيّات ؛ لخشع قلبه ، وقَفّ شعره (١١) ، وارتعدت فرائصه ، واضطرب قلبه ، أما ترى ما عليه من الرواء والجزالة والفخامة (١٢) ، مع ما قد اُشرب من الحلاوة والطلاوة واللطف والسلاسة؟ لا أرى كلاماً قطّ يشبه هذا الكلام إلا أن يكون كلام الخالق سبحانه ، فإنّه نبعة من تلك الشجرة ، أو جدول
__________________
٦ ـ كذا في النهج ، وفي الأصل : ضمير.
٧ ـ في شرح النهج : كلّا ولكن لعمري منه.
٨ ـ كذا في شرح النهج ، وفي الأصل : بابن له شرفاً.
٩ ـ كذا في شرح النهج ، وفي الأصل : بل كان يفخر على عدنان وقحطان ، بل كان يفخر على إبراهيم الخليل.
١٠ ـ كذا في شرح النهج ، وفي الأصل : ويقول له : إنّ الله قد أخرج من صلبي ولداً وسيّدا من معالم التوحيد في جاهليّة العرب ما لم تشيّده أنت في جاهليّة النبط.
١١ ـ كذا في شرح النهج ، وفي الأصل : لا يعلم الحري الزماني لفقّ شعره.
١٢ ـ في شرح النهج : من الرواء والمهابة ، والعظمة والفخامة ، والمتانة والجزالة.