ومناجاة توسّلت بها إلى ربّي ، وفقرات أسداها صادق عهدي إلى قلبي :
اللّهمّ إنّك طهرت قلوبنا من كلّ ريب ، ونزّهت نفوسنا من كلّ عيب ، وجعلتها مأوى الإخلاص لولاية وليّك ، ومثوى الإمحاض (١) لوصيّ نبيّك ، لا نعتقدبعد نبيّك أقرب منه إليك ، ولا نعلم وليّاً نتوسّل به سواه لديك ، قرنت طاعته بطاعتك ، وأوجبت ولايته كولايتك ، ونوّهت بذكره في محكم تنزيلك ، وشددت به عضد نبيّك ورسولك ، وأفرغت على أعطاف إمامته خلع الرئاسة الكبرى ، وجعلته أفضل خلقك بعد رسولك في الدنيا والاُخرى ، لا يدخل الجنّة إلا مستمسكاً بحبله ، ولا يذوق النار إلا جاحداً لفضله ، حبّه فرض على كافّة بريّتك ، وبغضه كفر موجب لنكال عقوبتك.
يطرب ذكره قلبي ويكشف مدحه كربي ، وينشي وصفه نشوة السرور في سرائري ، وينتج ذكره نشاءة الحبور في ضمائري.
حبّه منوط بلحمي ودمي ، ولفظه شفاي من أوصابي وسقمي ، لا تقبل صلاتي إلا بالصلاة عليه ، ولاتخلص طاعتي إلا بتفويض اُموري إليه ، لما جعلت حبّه عنوان الإيمان بك ، التفريط في جنبه تفريط في جنبك ، فهو وليّك في عبادك حين أخذت عليهم الميثاق ، وخليفتك في بلادك على الاطلاق ، ولسانك الناطق بالحقّ ، ويدك الباسطة على الخلق ، من أطاعه أدخلته جنّتك وإن عصاك ، ومن عصاه خلّدته نارك وإن أطاعك ، كنز علمك ، ومعدن حكمك ، ومشرق أنوارك ، ومظهر أسرارك.
( هَل أَتَى ) (٢) في شأنه اُتيت ، ( إنَّمَا وَلِيُّكُم ) (٣) في بيانه اُنزلت ، وآية
__________________
١ ـ كلّ شيء أخلصتَه فقد أمحَضتَه. « الصحاح : ٣ / ١١٠٤ ـ محض ـ ».
٢ ـ سورة الانسان : ١ وما بعدها.