المباهلة (٤) تشهد بمساواته لنبيّك ، والإخلاص بحبّه أجر بلاغ صفيّك ، ومائدة شرفه بحديث : « لحمك لحمي » (٥) كملت ، وملّة الاسلام بنصبه علماً للاُمّة كملت ، وسمت نفسي بميسم العبوديّة لحضرته ، وقدّرت انّي أقلّ خدمه وإن كنت من حفدته.
إذا ذكرت صغائر ذنوبي وكبائرها ، وموبقات عيوبي وتكاثرها ، قرعت باب الرجاء بيد حبّه ، وتوسّلت إلى خالقي بإخلاصه وقربه ، فيناجيني بلسان نبيّه في سرائري ، ويخاطبني ببيان وليّه في ضمائري : « حبّ علي حسنة لا يضرّ معها سيّئة ، وبغضه سيّئة لا ينفع معها حسنة » (٦) ، فيحلو مكرّر حديثها في لهواتي ، ويجلو ترداد خطابها همومي في خلواتي.
لا أعتقد بعد توحيد ربّي وتنزيهه عمّا لا يليق بكماله والاقرار لنبيّي بعدم المماثل له في شرفه وجلاله أوجب طاعة ، ولا أفوض متابعة ، ولا أثبت إيماناً ، ولا أعلى تبياناً ، ولا أشدّ ركناً ، ولا أبين معنى ، ولا أوضح حجّة ، ولا أهيع
__________________
٣ ) سورة المائدة : ٥٥.
٤ ـ ( فَمَن حَاجَّكَ فيهِ مِن بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءَنَا وأبنَاءَكُم وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنفُسَنَا وَأنفُسَكُم ثمََّّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبينَ ) آل عمران : ٦١.
٥ ـ ورد هذا الحديث بألفاظ متفاوتة ، انظر : إحقاق الحقّ : ٤ / ٧٨ و ١٤٩ و ٢٤٥ ـ ٢٤٨ و ٤٨٢ و ٤٨٤ ـ ٤٨٦ ، و ج ٥ / ١ ـ ٢ ، و ج ٦ / ٤٤٣ ـ ٤٤٨ ، و ج ١٥ / ٦١ و ٦٦٤ و ٦٩٢ ، و ج ١٦ / ١١٧ ، و ج ٢٠ / ٢٤٩ و ٢٩٠ و ٢٩٢ و ٢٩٥ و ٣١٥.
٦ ـ أورده الديلمي في فردوس الأخبار : ٢ / ١٤٢ ح ٢٧٢٥ عن معاذ ، عنه كشف الغمّة : ١ / ٩٣ ، والبحار : ٣٩ / ٣٠٤ ح ١١٨.
وأخرجه في مناقب ابن شهراشوب : ٣ / ١٩٧ عن أبي تراب في الحدائق ، والخوارزمي في الأربعين بإسنادهما عن أنس ، والديلمي في الفردوس ، وجماعة ، عن ابن عمر ، عنه البحار : ٣٩ / ٢٥٦ ح ٣١.
وفي البحار : ٣٩ / ٢٤٨ ح ١٠ عن كشف الغمّة.