يؤاخي بينهم وبينك ففعل ، وسألته أن يجعلك وصيّي ففعل.
فقال رجل : والله لصاعٍ من تمر في شنّ (١) بالٍ خير ممّا سأل محمد ربّه ، هلّا سأل ملكاً يعضده على عدوّه ، أو كنزاً يستغني به على فاقته؟ فأنزل سبحانه ( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعضَ مَا يُوحَى إلَيكَ ) (٢) الآية. وفي رواية : انّه أصاب قائله علّة. (٣)
أبو بصير ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : لمّا قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : يا علي ، لولا أنّي أخاف أن يقال فيك كما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالة لا تمرّ بملأٍ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت قدميك (٤) ، قال الحارث بن عمرو الفهري لقومٍ من أصحابه : ما وجد محمد لابن عمّه مثلاً إلا عيسى بن مريم يوشك أن يجعله نبيّاً من بعده والله إنّ آلهتنا الّتي كنّا نعبد خير منه ، فأنزل الله تعالى : ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلاً إذَا قَومُكَ مِنهُ يَصِدُّونَ ـ إلى قوله : ـ وَإنَّهُ لَعِلمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمتَرُنَّ بِهَا واتَّبِعُونِ هذَا صِرَاطٌ مُستَقِيمٌ ) (٥).
وفي رواية أنّه نزل أيضاً ( إن هُوَ إلّا عَبدٌ أنعَمنَا عَلَيهِ ) (٦) ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : يا حارث ، اتّق الله وارجع عمّا قلت من العدواة لعليّ.
فقال : إذا كنت رسول الله ، وعليّ وصيّك من بعدك ، وفاطمة بنتك سيّدة
__________________
١ ـ الشنّ : القرية الخلفة « خ ».
٢ ـ سورة هود : ١٢. وفي الأصل والمناقب : ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفسَكَ ) ، وهي الآية : ٦ من سورة الكهف ، وما أثبتناه وفقاً لما في العيّاشي.
٣ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٢ / ٣٤٢ ، عنه البحار : ٤٠ / ٧٢ ذ ح ١٩ وعن أمالي المفيد : ٢٧٩ ح ٥ ، وأمالي الطوسي : ١ / ١٠٥.
٤ ـ كذا في المناقب ، وزاد في الأصل : الخبر. ممّا يوهم بتقطيع الخبر.
٥ ـ سورة الزخرف : ٥٧ ـ ٦١.
٦ ـ سورة الزخرف : ٥٩.