نساء العالمين ، والحسن والحسين ابناك سيّدا شباب أهل الجنة ، وحمزة عمّك سيد الشهداء ، وجعفر الطيّار ابن عمّك يطير مع الملائكة في الجنة ، والسقاية للعبّاس عمّك ، فما تركت لسائر قريش وهم ولد أبيك؟
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ويلك يا حارث ، ما فعلتُ ذلك ببني عبد المطّلب ، لكنّ الله سبحانه فعله بهم.
فقال الحارث : ( اللّهُمَّ إن كَانَ هذَا هُوَ الحَقَّ مِن عِندِكَ فَأمطِر عَلَينَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ ) (١) فأنزل الله سبحانه : ( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأنتَ فِيهِم ) (٢) فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله الحارث فقال : إمّا أن تتوب أو ترحل عنّا.
فقال : إنّ قلبي لا يطاوعني للتوبة ، لكنّي أرحل عنك ، فركب راحلته ، فلمّا أصحر أرسل (٣) الله عليه طيراً من السماء في منقاره حصاة مثل العدسة ، فأنزلها على هامته فخرجت من دبره إلى الأرض ، ففحص برجله ، وأنزل سبحانه ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِع ) (٤) للكافرين بولاية عليّ ، [ قال : ] (٥) هكذا نزل به جبرائيل عليهالسلام. (٦)
قال زياد بن كليب : كنت جالساً في نفر فمرّ بنا محمد بن صفوان مع عبيد الله بن زياد ، فدخلا المسجد ، ثمّ رجعا إلينا وقد ذهبت عينا محمد بن صفوان ،
__________________
١ و ٢ ـ سورة الأنفال : ٣٢ و ٣٣.
٣ ـ في المناقب : أنزل.
وأصحر : أي صار في الصحراء.
٤ ـ سورة المعراج : ١.
٥ ـ من المناقب.
٦ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٢ / ٣٤٢ ـ ٣٤٣ ، عنه البحار : ٣٥ / ٣٢٠ ح ١٧.