فقلنا : ما شأنه؟
فقال : إنّه قام في المحراب وقال : إنّه من لم يسبّ عليّاً بيّنةٍ (١) فأنا أسبّه بيّنة ، فطمس الله بصره.
وقد روى هذا عمرو بن ثابت ، عن أبي معشر.
البلاذري (٢) والسمعاني والمامطيري (٣) والنطنزي والفلكي أنّ سعد بن مالك مرّ برجل يشتم عليّاً عليهالسلام ، فقال : ويحك ما تقول؟
قال : أقول ما تسمع.
فقال : الّلهمّ إن كان كاذباً فاهلكه ، فخبطه جمل بختيّ فقتله. (٤)
ابن المسيّب قال : صعد مروان المنبر وذكر عليّاً عليهالسلام فشتمه ، قال سعيد بن المسيّب : فهوّمت عيناي فرأيت كفّاً في منامي خرجت من قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ يرى الكفّ ولا يرى الذراع ـ عاقدة على ثلاث وستّين (٥) ، وسمعت قائلاً يقول : يا أموي ( أكَفَرتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً ) (٦)؟
قال : فما مرّت بمروان إلا ثلاث حتى مات.
__________________
١ ـ في الماقب : بنيّة. وكذا في الموضع التالي.
٢ ـ أنساب الأشراف : ٢ / ١٧٧ ح ٢٠٤.
٣ ـ هو أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله المامطيري ، ومامطير : بليدة بناحية آمل طبرستان.
٤ ـ في انساب الأشراف والمناقب : فخبطه جمل حتى قتله.
والبُخت والبُختيّة : هي الإبل الخراسانيّة. « لسان العرب : ٢ / ٩ ـ بخت ـ ».
٥ ـ على حساب العقود العقد على ثلاث وستّين هو أن يثنّي الخنصر والبنصر والوسطي ويأخذ ظفر الإبهام بباطن العقدة الثانية من السبّابة ، فأشار بعقد الثلاثة إلى أنه لا يعيش أكثر منها.
٦ ـ سورة الكهف : ٣٧.