فخرج إليه أمير المؤمنين عليهالسلام متنكّراً وهو يقول :
يا طالباً في حربه عليّا |
|
يمنحه (١) أبيض مشرفيّا |
اثبت لتلقاه (٢) بها مليّا |
|
مهذّباً سميدعاً (٣) كمـيّا |
فضربه فرمى بنصف رأسه ، فنادى عبد الله بن خلف الخزاعي صاحب منزل عائشة بالبصرة لعليّ : أتبارزني؟
فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ما أكره ذلك ، ولكن ويحك يا ابن خلف ما راحتك في القتل وقد علمت من أنا؟
فقال : ذرني من بذخك يا ابن أبي طالب ، ثم قال :
إن تدن منّي يا عليّ فترا |
|
فإنّنـي دان إلـيك شـبرا |
بصارم يسقيك كأساً مرّا |
|
إن في صدري عليك وترا |
فبرز إليه أمير المؤمنين عليهالسلام قائلاً :
يا ذا الذي تطلب منّي الوترا |
|
إن كنت تبغي أن تزور القبرا |
حقّاً وتُصلّى بعد ذاك جمرا |
|
فادن تجدني أسـداً هـزبـرا |
اُذيقك (٤) اليوم ذعافاً صبرا
فضربه أمير المؤمنين عليهالسلام فطيّر جمجمته.
__________________
١ ـ في المناقب : يمنعه.
٢ ـ في المناقب : ستلقاه.
٣ ـ السميدع : السيد الشريف السخيّ والشجاع.
٤ ـ في المناقب : اصعطك.
واصعطه : أي أدخله في أنفه. والذعاف : السمّ الذي يقتل من ساعته.