الأبيات تقرّباً إلى الله بلعنتهم وسبّهم ، ووشحت نظامي بذمّهم وثلبهم ، وأوضحت من مساوئهم ، وكشفت عن مخازيهم ، وخاطبتهم خطاب المجاهد المناجز ، وقاتلتهم مقاتلة المصاول المبارز ، وجرّدت عضب لساني من عمد مقولي ، وطعنت بعامل نظامي في أعداء معاذي وموئلي ، قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، أعلى من فاز بالمعلّا من قول ربّ العالمين : ( وَكَأَيِّن مِن نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُم فِي سَبيلِ اللهِ وَمَا ضَعَفُوا وَمَا استَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) (١).
يا اُمّة فـارقـت منـهاج هاديـهـا |
|
وأوضعت بوجيف فـي مغاويها |
وأصبحت عن طريق الحقّ خارجـة |
|
كالنّبل تمرق من مـحني راميها |
سوق العسوف بـها قامـت فأنفسـها |
|
بالسيف اُرخص منها سعر غاليها |
ما ان شرى الله منها أنـفساً زهقـت |
|
في النهروان بل الشيطان شاريها |
عن نور شمس الهدى أبصارها برقت |
|
إذ البصائر فرط الجهل معشيـها |
زلّت مطالبهـا ضلّـت مـذاهـبـها |
|
عمّت مصائبها خابت مساعيهـا |
ترى حـرورا بهـا معـنى لأعظمها |
|
لمّا غدا البغي نحو الحتف داعيها |
رامت على الحق أن تعـلو بشـبهتها |
|
فانهدّ بنيانهـا وانحـطّ عاليـها |
تنكّبت عن طريق الرشـد وارتكـبت |
|
سبل الضلال فأضحى حتفها فيها |
بسيف أعلا الورى جـدّاً وأشـرفـها |
|
جدّاً وأعظمـها مـجداً وواليـها |
وخير من فـرض الـلـه الـولاء له |
|
على الخلائـق دانيـها وقاصيها |
وأعظم النـاس قـدراً بـل وأسمحهم |
|
كفّاً وأجـملهم وصفـاً وبـنويها |
أخ الرسـول وفاديـه بـمهـجتـه |
|
وخير اُمّـته طـرّاً وقـاضيـها |
__________________
١ ـ سورة آل عمران : ١٤٦.