اسمه شمعون ، فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : هل لك أن تعطيني جزازاً (١) من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة أصواع من شعير؟
قال اليهودي : نعم. فأعطاه ، فجاء بالصوف والشعير ، وأخبر فاطمة عليهاالسلام بذلك ، فقبلت وأطاعت ، ثمّ عمدت فغزلت ثلث الصوف ، ثمّ أخذت صاعاً من الشعير ، فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرصاً (٢) ، وصلّى أمير المؤمنين عليهالسلام صلاة المغرب مع رسول الله
__________________
١ ـ في الأمالي : جزّة.
٢ ـ في « ح » :
في كتاب زهد النبي صلىاللهعليهوآله [ لأبي محمد جعفر بن أحمد القمّي ] : لمّا نزلت آية : ( وَإنَّ جَهَنَّم لَمَوعِدُهُم أجمَعيِنَ لَهَا سَبعَةُ أبوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسومٌ ) [ سورة الحجر : ٤٣ و ٤٤ ] بكى النبي صلىاللهعليهوآله بكاءً شديداً ، وبكى أصحابه لبكائه ، ولم يدروا ما نزل به جبرئيل عليهالسلام ، ولم يستطع أحد من أصحابه أن يكلّمه ، وكان النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا رأى فاطمة عليهاالسلام فرح بها ، فانطلق بعض أصحابه إلى بابها فوجد بين يديها شعير وهي تطحن فيه وتقول : ( وَمَا عِندَ اللهِ خَيرٌ وَأبقَى ) [ سورة القصص : ٦٠ ] فسلّم عليها وأخبرها بخبر النبي ، فنهضت والتفّت بشملة لها خلقة قد خيطت في اثني عشر مكاناً بسعف النخل ، فلمّا خرجت نظر سلمان إلى الشملة وبكى وقال : واحزناه! إنّ قيصر وكسرى لفي السندس والحرير وابنة محمد عليها شملة صوف خلقة قد خيطت في اثني عشر مكاناً ، فلمّا دخلت فاطمة عليهاالسلام على النبيّ قالت : يا رسول الله ، إنّ سلمان تعجّب من لباسي ، فوالذي بعثك بالحقّ نبيّاً ما لي ولعلي منذ خمس سنين الا مسك [ المسك : الجلد ] كبش نعلف عليه بالنهار بعيرنا ، فإذا كان الليل افترشناه ، وإنّ مرفقتنا [ المرفقة : المخدّة ] لمن اُدم حشوها ليف.
ثمّ قالت : يا أبت فدتك نفسي ، ما الذي أبكاك؟ فذكر لها ما نزل به جبرئيل من الآية ، فسقطت فاطمة عليهاالسلام على وجهها ، وهي تقول : الويل ، ثمّ ا لويل لمن دخل النار. فسمع سلمان ، فقال : يا ليتني كنت كبشاً فأكلوا لحمي ومزّقوا جلدي.
وقال أبو ذرّ : يا ليت اُمّي كانت عاقراً ولم تلدني.
وقال عمّار : يا ليتني كنت طائراً في القفار ، ولم يكن عليّ حساب ولا عقاب.
وقال عليّ عليهالسلام : يا ليت السباع مزّقت لحمي ، وليت اُمّي لم تلدني ، ولم أسمع بذكر النار. ثم وضع عليّ عليهالسلام يده على رأسه وجعل يبكي ويقول : وابعد سفراه! واقلّة زاداه! في سفر