صلىاللهعليهوآله ، ثمّ أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا يتعشّون خمستهم ، فأوّل لقمة كسرها أمير المؤمنين عليهالسلام وإذا مسكين قد وقف بالباب ، فقال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة ، أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنّة ، فوضع أمير المؤمنين عليهالسلام اللقمة من يده ، ثم قال :
فاطم ذات المجـد والـيقـين |
|
يا بنت خير الـناس أجميعن |
أما ترين البائـس المـسكين |
|
قد قام بـالـباب (١) له حنين |
يشكو إلى اللـه ويستـكيـن |
|
يشكوا إلـيـنا جـائعاً حزين |
كلّ امـرء بكـسبه رهيـن |
|
من يفعل الخـير يقف سمين |
موعـده فـي جنّــة دهين |
|
حرّمها اللـه عـلى الضنين |
وصاحب البخل يقف حزيـن |
|
تهوي به النـار إلى سجّـين |
شرابه حميم والغسلين
__________________
القيامة يذهبون ، في النار يتردّدون ، وبكلاليب النار يتخطّفون ، مرضى لا يعاد سقيمهم ، وجرحى لا يداوى جريحهم ، أسرى لا يفكّ أسيرهم ، من النار يأكلون ، ومنها يشربون ، وبين أطباقها يتقلّبون ، وبعد لبس القطن والكتّان مقطّعات النار يلبسون ، وبعد معانقة الأزواج مع الشياطين مقرّنين. [ أخرجه في البحار : ٨ / ٣٠٣ ].
وفي الكتاب المذكور أنّ الني صلىاللهعليهوآله قال : أخبرني عن النار ـ يا أخي جبرئيل ـ حين خلقها الله تعالى ، فقال : إنّه سبحالنه أوقد عليها ألف عام فابيضّت ، ثمّ أوقد عليها بألف عام فاسودّت ، فهي سوداء مظلمة لا يضيء جمرها ، ولا ينطفئ لهبها. والذي بعثك بالحقّ نبيّاً لو أنّ مثل خرق إبرة خرج منها على أهل الأرض لاحترقوا عن آخرهم ، ولو أنّ رجلاً دخل جهنّم ثمّ اُخرج منها لهلك أهل الأرض جميعاً حين ينظرون إليه ، لما يرون به ... الحديث. [ أخرجه في البحار : ٨ / ٣٠٥ ].
١ ـ في الأمالي : جاء إلى الباب.