الأزمنة والعصور ، ولدي كثير من الأمم ، فأنكره كثير من البشر وجعلوه مما لا يدخل فى باب الممكنات.
ثم ذكر ما هو كالبرهان على إمكان حدوثها وسرعة وقوعها فقال :
(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي إن الله قادر على ما يشاء ، لا يمتنع عليه شىء أراده ، فهو قادر على إقامتها فى أقرب من لمح البصر.
ثم ذكر سبحانه مننه على عباده بإخراجه إياهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا ، ثم رزقهم السمع والأبصار والأفئدة فقال :
(وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) أي والله جعلكم تعلمون ما لا تعلمون بعد أن أخرجكم من بطون أمهاتكم ، فرزقكم عقولا تفقهون بها ، وتميزون الخير من الشر ، والهدى من الضلال ، والخطأ من الصواب ، وجعل لكم السمع الذي تسمعون به الأصوات ، فيفقه بعضكم عن بعض ما تتحاورون به فيما بينكم ، والأبصار التي تبصرون بها الأشخاص فتتعارفون بها ، وتميزون بعضها من بعض ، والأشياء التي تحتاجون إليها فى هذه الحياة ، فتعرفون السبل ، وتسلكونها للسعى على الأرزاق والسلع لتختاروا الجيد وتتركوا الرديء ، وهكذا جميع مرافق الحياة ووجوهها.
لعلكم تشكرون : أي رجاء أن تشكروه باستعمال نعمه فيما خلقت لأجله ، وتتمكنوا بها من عبادته تعالى ، وتستعينوا بكل جارحة وعضو على طاعته.
روى البخاري عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال «يقول الله تعالى : من عادى لى وليّا فقد بارزني بالحرب ، وما تقرب إلىّ عبدى بشىء أفضل من أداء ما افترضت عليه ، ولا يزال عبدى يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشى بها ، ولئن سألنى لأعطينه ، ولئن دعانى لأجبته ، ولئن استعاذ بي لأعيذنّه ، وما ترددت فى شىء أنا فاعله ترددى فى قبض نفس عبدى المؤمن ، يكره الموت