والخلاصة ـ إن كل إنسان يجادل عن ذاته لا يهمه شأن غيره كما قال : «لكلّ امرى منهم يومئذ شأن يغنيه».
وجاء فى بعض الآثار : «إن جهنم لتزفر زفرة ، لا يبقى ملك مقرب ، ولا نبى مرسل إلا جثا على ركبتيه يقول : رب نفسى نفسى حتى إن إبراهيم الخليل ليفعل ذلك».
(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (١١٢) وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ (١١٣))
المعنى الجملي
بعد أن هدد سبحانه الكافرين بالعذاب الشديد فى الآخرة ـ أردف ذلك الوعيد بآفات الدنيا من جوع وفقر وخوف شديد بعد أمن واطمئنان وعيش رغد.
الإيضاح
(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ. وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ) أي بين الله صفة لقرية كان أهلها آمنين من العدو والقتال والجوع والسبي ، يأتيها الرزق الكثير من سائر البلدان ، فكفروا بنعم الله ، فعمهم الجوع والخوف ، وذاقوا مرارتهما بعد سعة العيش والطمأنينة ، وقد جاءهم رسول من جنسهم يعرفونه بأصله ونسبه ، فكذبوه فيما أخبرهم به من