وروى عن ابن عباس أن جهنم لمن ادعى الربوبية ، ولظى لعبدة النار ، والحطمة لعبدة الأصنام ، وسقر لليهود ، والسعير للنصارى ، والجحيم للصابئين ، والهاوية للموحدين العصاة ، وهؤلاء يرجى لهم ولا يرجى لغيرهم أبدا. وليس فى هذا أثر مرفوع يمكن أن يركن إليه ويجعل حجة فيه.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ (٤٦) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٧) لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ (٤٨))
تفسير المفردات
المتقون : هم الذين اتقوا الكفر والفواحش ولهم ذنوب من الصغائر تكفرها الصلوات وغيرها ، جنات : أي بساتين ، وعيون : أي أنهار جارية ، بسلام : أي بسلامة من الآفات ، وأمن من المخافات ، والغل : الحقد الكامن فى القلب ، والسرر : واحدها سرير وهو مجلس رفيع مهيأ للسرور ، والنصب : الإعياء والتعب.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه حال أهل الغواية ، وبين أنهم فى نار جهنم يخلّدون فيها أبدا ، وأنهم يكونون فى طبقات بعضها أسفل من بعض ، بمقدار ما اجترحوا من السيئات ، واقترفوا من المعاصي ـ أردفه ذكر حال أهل الجنة وما يتمتعون به من نعيم مقيم ، ووفاق بعضهم مع بعض ، لا ضغن بينهم ولا حقد ، وهم يتحدثون على سرر متقابلين ولا يجدون مس التعب والنصب ، ولا يخرجون منها أبدا.