فى اللبس ، فكم من نبى أيدناه بمثل تلك الآيات ولم يؤمن به من قومه إلا قليل منهم ، وما الآيات إلا ما تفهمه العقول ، وتمحّصه القرائح درسا وتحليلا ، وبحثا واستنباطا.
(وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (١٦) وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (١٧) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ (١٨) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (١٩) وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ (٢٠))
تفسير المفردات
البروج : واحدها برج وهى النجوم العظام ، ومنها نجوم البروج الاثني عشر المعروفة فى علم الفلك ، للناظرين : أي المفكّرين المستدلين بذلك على قدرة مقدّرها وحكمة مدبّرها ، وحفظناها : أي منعناها ، والرجيم : أي المرجوم المرمى بالرّجام : أي الحجارة ، والمراد بالرجيم هنا المرمىّ بالنجوم ، واسترق : من السرقة ، وهى أخذ الشيء خفية شبه به خطفتهم اليسيرة من الملأ الأعلى ، والسمع : المراد به ما يسمع ، والشهاب :
الشعلة الساطعة من النار الموقدة ومن السحاب فى الجو وتبعث القوم تبعا وتباعة بالفتح : أي مشيت خلفهم أو مروا بك فمضيت معهم وأتبعت القوم إذا كانوا قد سبقوك فلحقتهم ، مددناها : أي بسطناها ، والرواسي : واحدها راسية وهى الجبال الثوابت ، موزون : أي مقدر بمقدار معين تقتضيه الحكمة والمصلحة.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر شديد جحودهم وأنهم مهما أوتوا من الآيات لم يفدهم ذلك شيئا حتى بلغ من أمرهم أن ينكروا المشاهدات ويدعوا الخداع حين رؤية المبصرات ،