تفسير المفردات
أصل النطفة : الماء الصافي ويراد بها هنا مادة التلقيح ، والخصيم : بمعنى المخاصم كالخليط بمعنى المخالط ، والعشير : بمعنى المعاشر والمراد به المنطيق المجادل عن نفسه ، المنازع للخصوم ، والمبين : المظهر للحجة ، والدفء : ما يستدفأ به من الأكسية ، والمنافع : هى درّها وركوبها والحرث بها وحملها للماء ونحو ذلك ، جمال : أي زينة فى أعين الناس وعظمة لديهم ، تريحون : أي تردونها بالعشي من المرعى إلى مراحها يقال أراح الماشية إذا ردها إلى المراح ، تسرحون : أي تخرجونها غدوة من حظائرها ومبيتها إلى مسارحها ومراعيها ، والأثقال : واحدها ثقل وهو متاع المسافر ، وشق الأنفس : مشقتها وتعبها ، القصد : الاستقامة ، يقال سبيل قصد وقاصد إذا أدّاك إلى مطلوبك ، وجائر : أي مائل عن المحجة ، منحرف عن الحق ، وتسيمون : أي ترعون يقال أسام الماشية وسوّمها جعلها ترعى ، وذرأ : خلق ، ألوانه : أي أصنافه ، مواخر واحدها ماخرة : أي جارية من مخر الماء الأرض أي شقها ، والميد : الحركة والاضطراب يمينا وشمالا ، وعلامات : أي معالم يستدلّ بها السابلة من نحو جبل ومنهل ورائحة تراب.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه أنه منزّه عن الشريك والولد ، وأنه لا إله إلا هو ، وأمر بتقواه وإخلاص العبادة له ـ ذكر هنا أدلة التوحيد واتصاف ذاته الكريمة بصفات الجلال والإكرام بأسلوب بديع جمع فيه بين دلالة المصنوع على الصانع والنعمة على المنعم ، ونبّه بذلك إلى أن كل واحد من هذا كاف فى صرف المشركين عما هم عليه من الشرك ، وكلما بصّرهم طائفة مما يرون ويشاهدون بكّتهم على ما يقولون ويفعلون ، وبين لهم كفرانهم نعمتى الرعاية والهداية ، فاحتج على وجوده بخلق الأجرام الفلكية ،