وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (٨١) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٨٢) يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ (٨٣))
تفسير المفردات
سكنا : أي مسكنا ، والظعن (بالسكون والفتح) السير فى البادية لنجعة أو طلب ماء أو مرتع ، والأصواف : للضأن ، والأوبار : للإبل ، والأشعار : للمعز ، والأثاث : متاع البيت كالفرش والثياب وغيرها ، ولا واحد له من لفظه ، والمتاع : ما يتمتع وينتفع به فى المتجر والمعاش ، إلى حين : أي إلى انقضاء آجالكم ، والظلال : ما يستظل به من الغمام والشجر والجبال وغيرها ، والأكنان واحدها كنّ : وهو الغار ونحوه فى الجبل ، والسرابيل واحدها سربال : وهو القميص من القطن والكتّان والصوف وغيرها ، وسرابيل الحزب الجواشن والدروع ، والبأس : الشدة ، ويراد به هنا الحرب.
المعنى الجملي
بعد أن أقام سبحانه الأدلة على توحيده ، قفى على ذلك بذكر ما أنعم به على عباده فجعل لهم بيوتا يأوون إليها وتكون سكنا لهم ، وجعل لهم من جلود الأنعام بيوتا يستخفون حملها فى أسفارهم ، ويجعلونها خياما فى السفر والحضر ، وجعل لهم فى الجبال الحصون والمعاقل ، وجعل لهم الثياب التي تقيهم الحر ، والدروع والجواشن من الحديد لتقى بعضهم أذى بعض فى الحرب.
وقصارى هذا ـ إنه امتن على عباده ، فبدأ بما يخص المقيمين بقوله : وجعل لكم من بيوتكم سكنا ، ثم بما يخص المسافرين منهم ممن لهم قدرة على ضرب الخيام بقوله : وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا ، ثم بمن لا قدرة لهم على ذلك ولا يأويهم