أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (٤٣) بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ (٤٤) قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ (٤٥) وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٤٦) وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ (٤٧))
تفسير المفردات
يكلؤكم : يحرسكم ويحفظكم قاله ابن عباس ، من الرحمن : أي من بأسه وعقابه الذي تستحقونه ، من دوننا : أي من غيرنا ، يصحبون : أي يجارون من عذابنا ؛ تقول العرب أنا لك جار وصاحب من فلان : أي ومجير منه واختاره الطبري ، نفحة : أي قسط ونصيب ضئيل ، حبة الخردل : مثل فى الصغر ، حاسبين : أي عادّين محصين.
المعنى الجملي
بعد أن أبان سبحانه أن الكافرين فى الآخرة لا يستطيعون أن يمنعوا عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ، وأنه سيكون لهم من الأهوال ما لم يكن يخطر لهم ببال أعقبه ببيان أنه لولا أن الله قدر لهم السلامة فى الدنيا وحرسهم إلى حين لما بقوا سالمين ، وأنه مع إنعامه عليهم ليلا ونهارا بالحفظ والحراسة ـ هم معرضون عن الدلائل الدالة على أنه لا حافظ لهم سواه ، وأنه قد كان ينبغى لهم أن يتركوا عبادة الأصنام التي لا حظ لها فى شىء من ذلك ، فهى لا تستطيع أن تحفظ أنفسها من الآفات ،