تفسير المفردات
يسبح : أي ينزه ويقدس ، صافات : أي باسطات أجنحتها فى الهواء ، المصير : المرجع.
المعنى الجملي
لما وصف سبحانه قلوب المؤمنين بالنور والهداية وقلوب الكافرين بالظلمة ـ أردف ذلك ذكر دلائل التوحيد وساق منها أربعة.
الإيضاح
(١) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ) أي ألم تعلم بالدليل أن الله ينزهه آنا فآنا فى ذاته وصفاته وأفعاله جميع ما فى السموات والأرض من العقلاء وغيرهم ، تنزيها تفهمه أرباب العقول السليمة ، إذ كل المخلوقات فى وجودها وبقائها دالة على وجود خالق لها متصف بصفات الكمال منزه عن صفات النقص.
وخص التنزيه بالذكر مع دلالة ما فيهما على اتصافه بجميع أوصاف الكمال ، من جرّاء أن سياق الكلام لتقبيح شأن الكفار الذين أخلّوا بالتنزيه ، فجعلوا الجمادات شركاء له سبحانه ، ونسبوا له اتخاذ الولد إلى نحو أولئك ، تعالى ربنا عما يقول الكافرون علوّا كبيرا.
كما ذكر الطير مع دخولها فى جملة ما فى الأرض ، من قبل أنها غير مستقرة فيها ، ولاستقلالها ببديع الصنع وإنبائها عن كمال قدرة خالقها ولطف تدبير مبدعها ، فإن منح تلك الأجرام الثقيلة الوسائل التي تتمكن بها من الوقوف فى الجو وتتحرك كيف تشاء ، وإرشادها إلى طريق استعمالها بالقبض والبسط والتحريك يمينا وشمالا ـ حجة واضحة الدلالة على كمال قدرة الصانع المجيد ، وحكمة المبدع المعيد.