وهرون ، فأهلكهم الله بالغرق فى بحر القلزم (البحر الأحمر) كما أهلك من قبلهم من الأمم بتكذيبهم لرسلهم.
ثم ذكر ما أولاه موسى بعد هلاكهم من التشريف والتكريم فقال :
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) أي ولقد أنزلنا على موسى التوراة وفيها الأحكام من الأوامر والنواهي بعد أن أهلكنا فرعون وملأه وأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ، رجاء أن يهتدى بها قومه إلى الحق ، ويعملوا بما فيها من الشرائع.
قصص عيسى عليه السلام إجمالا
(وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ (٥٠))
تفسير المفردات
الآية : الحجة والبرهان ، وآويناهما : أي جعلنا مأواهما ومنزلهما الربوة : وهى ما ارتفع من الأرض دون الجبل ، ذات قرار : أي ذات استقرار للناس لما فيها من الزرع والثمار ، ومعين : أي ماء جار.
الإيضاح
(وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) أي وجعلنا عيسى آية للناس دالة على عظيم قدرتنا وبديع صنعنا ، إذ خلقناه من غير أب ، وأنطقناه فى المهد ، وأجرينا على يديه إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ، وجعلنا أمه آية إذ حملته من غير أب.
وجعلهما آية واحدة ، لأنهما اشتركا فى هذا الأمر العجيب الخارق للعادة وهو الولادة بلا أب.
ونحو الآية قوله : «وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ».
(وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) أي وجعلناهما ينزلان بمرتفع من الأرض ذى ثمار وماء جار كثير.