(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي إن الله على إحداث ذلك وخلقه وخلق ما يشاء من الأشياء ـ لذو قدرة فلا يتعذر عليه شىء أراده.
وعلى الجملة فاختلاف هذه الحيوانات فى الأعضاء والقوى ، ومقادير الأبدان والأعمال والأخلاق ـ لا بد أن يكون بتدبير مدبّر حكيم ، مطلع على أحوالها وأسرار خلقها ، لا يعزب عنه مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ، تعالى الله عما يقول الجاحدون علوا كبيرا (لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٦))
المعنى الجملي
بعد أن ساق سبحانه ما يدل على وجوده من أحوال السماء والأرض والآثار العلوية وأحوال الحيوان ـ ذكر هنا أن هذه وغيرها آيات واضحات دالة على وجود الخالق المدبر للكون لا خفاء فيها.
الإيضاح
(لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ) أي لقد أنزلنا عليك دلائل واضحات على طريق الحق والرشاد ، لكن لا يصل إلى فهمها إلا من أوتى بصيرة نيرة ، وفطرة سليمة ، تضىء له الفكر حتى يسير على نهج الحق ويبتعد عن الغى والضلال ، ومن ثم قال :
(وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) أي والله يرشد من يشاء إلى الطريق الذي لا عوج فيه ، وهو إخلاص العبادة له وحده والإنابة إليه.
(وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٧) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ