ابن آدم يسبّ الدهر ، وأنا الدهر ، بيدي الأمر ، أقلّب الليل والنهار» أخرجه البخاري ومسلم.
(وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤٥))
الإيضاح
(٤) هذا هو رابع الأدلة على التوحيد ، فقد استدل بأحوال السماء والأرض ، وبالآثار العلوية ، وهنا استدل بأحوال الحيوان فقال :
(وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) أي والله خلق كل حيوان يدبّ على الأرض من ماء هو جزء مادته.
وخص الماء بالذكر من بين ما يتركب منه من المواد ، لظهور احتياج الحيوان إليه ، ولا سيما بعد كمال تركيبه ، ولامتزاج الأجزاء الترابية به.
ثم فصل أقسام الحيوان مما يدب على وجه الأرض فقال :
(فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ) كالحيات والسمك وغيرهما من الزواحف ، وسمى حركتها مشيا مع كونها تزحف زحفا ، إشارة إلى كمال القدرة ، وأنها مع عدم وجود آلة المشي كأنها تمشى.
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ) كالإنسان والطير.
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) كالأنعام والوحوش.
ولم يذكر سبحانه ما يمشى على أكثر من ذلك كالعناكب وغيرها من الحشرات ، لدخوله فى قوله :
(يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ) مما ذكر ومما لم يذكر ، مع الاختلاف فى الصور والأعضاء ، والحركات والطبائع ، والقوى والأفاعيل.