قال قتادة : الربوة : بيت المقدس ، وقال مقاتل والضحاك : هى غوطة دمشق إذ هى ذات الثمار والماء.
(يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١) وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (٥٢) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (٥٤) أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (٥٥))
(نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (٥٦))
تفسير المفردات
الطيبات : ما يستطاب ويستلذ من المآكل والفواكه ، أمتكم : أي ملتكم وشريعتكم ، فتقطعوا : أي قطّعوا ومزّقوا ، أمرهم : أي أمر دينهم ، زبرا : أي قطعا واحدها زبور ، فذرهم : أي فدعهم واتركهم ، وأصل الغمرة الماء الذي يغمر القامة ويسترها والمراد بها الجهالة ، حتى حين : أي إلى أن يموتوا فيستحقوا العذاب ، نمدهم : أي نعطيه مددا لهم.
المعنى الجملي
بعد أن قص سبحانه علينا قصص بعض الأنبياء السالفين ـ عقّب هذا ببيان أنه أوصاهم جميعا بأن يأكلوا من الحلال ، ويعملوا صالح الأعمال ، كفاء ما أنعم به عليهم من النعم العظيمة ، والمزايا الجليلة التي لا يقدر قدرها ، ثم حذرهم وأنذرهم بأنه عليم بكل أعمالهم ، ظاهرها وباطنها ، لا تخفى عليه من أمورهم خافية ، ثم أرشدهم إلى أن الدين الحق واحد لا تعدد فيه ، ولكن الأمم قد فرقت دينها شيعا ، وكل أمة فرحة مسرورة بما تدين به كما هى حال قريش ، ثم خاطب رسوله بأن يتركهم وما يعتقدون إلى حين ، ثم ذكر أنهم فى عماية حين ظنوا أن ما أوتوه من النعم هو حظوة من