أيضا كل واحد منهما يتقوم من فصلين أحدهما كيفية فاعلة والآخر منفعلة ، كانت تلك الكيفيتان ربما عرض لهما أن يكون أحدهما في اسطقس والاخرى في اسطقس آخر أمكن أيضا أن يكون هاهنا ضرب ثالث من الكون ، وهو أن يتكون واحد منهما من اثنين إذ أفسد كل واحد منهما الكيفية المضادة لذلك الاسطقس ، وبقيت الكيفية الخاصة ، مثال (١) ذلك إذا فسد من النار اليبوسة ومن الماء البرودة تكوّن الهواء ، لأنه يبقى من النار الحرارة ومن الماء الرطوبة وهما فصلا الهواء. وهذا ليس يتفق في كلها وإنما يتفق أن يتكون واحد من اثنين إذا كان ثالث الاثنين يتضادان بفصليهما فيتكون من النار والماء أرض وهواء ، ويتكون من الهواء والأرض ماء ونار ، وتتكوّن النار منهما موجود حسي فإن اللهيب إنما هو دخان مشتعل والدخان هو هواء وأرض. وأما التي تتضاد بفصل واحد وهي المتتالية فليس يمكن أن تتكون من اثنين منها واحد ، والسبب في ذلك أنه إذا فسد من هذا فصل ومن هذا فصل فإنه يبقى فصل واحد وإن فسد منها كلاهما فصل واحد بقي فصلان متضادان. وليس يمكن أن يكون جسم من هذه من فصل واحد ولا من فصلين متقابلين ، مثال ذلك أنه إذا فسد من النار اليبس ومن الهواء الرطوبة بقيت الحرارة مفردة فلم يمكن أن يحدث عنها شيء وإن فسد منهما جميعا الحرارة بقيت الرطوبة واليبوسة وذلك تركيب لا يكون منه شيء وهذا الكون هو أعسر من الأول وأسهل من الثاني ، أما أنه أعسر من الأول فلأنه في كيفيتين ،
__________________
١ ـ مثال : أ ؛ مثل؛ ب ، م.