وأما / انه أسهل من الثاني فلأن الكيفيتين المتغايرتين فيه من شيئين وفي الثاني من واحد. ولذلك أما في الثاني فهو فساد لفصلين وكون لفصلين وأما في الثالث فهو فساد لفصلين وليس كونا لفصلين بل إنما هو تغير لأحدهما وتنقص للثاني ، ومثال ذلك انه إذا تكون من الماء والنار أرض فقد فسدت الحرارة التي في النار وبقيت البرودة للماء وفسدت رطوبة الماء وبقي يبس النار. فقد تبين من هذا على كم وجه يمكن أن يتكون كل من كل وعلى أي وجه ليس يمكن أن يتكون واحد من ثلاثة ولا واحد من اثنين متوالية بل من اثنين غير متوالية.
الفصل الثاني
٣٠ ـ قال :
وليس يقتصر على هذا النظر فيها فقط بل ننظر فيها (١) من وجوه أخر فنقول : إن كان شيء من الأجسام الطبيعية موضوعا لهذه ، فواجب أن يكون إما ليس واحد من هذه وإما واحد من هذه الأربعة كما ظن قوم في الماء والهواء وما أشبههما. فإن كان منها فقد يجب أن تكون إما واحدا منها وإما أكثر من واحد ، فإن كان واحدا كأنك قلت نارا او هواء او ماء او أرضا فإما أن يبقى ذلك الواحد عند ما يتغير إليه وإما أن لا يبقى ولا يثبت فإن لم يثبت وتنحى فليس بأسطقس ، وذلك أن الاسطقس من شأنه [أن] يثبت إذ كان جزء من الشيء الذي هو له أسطقس. وإن كان يثبت فقد يلزم عن ذلك أن يكون سائرها
____________________
١ ـ فيها منّي؛ في الأصل : فيه.