وذلك أنه إن قلنا ان أوقية واحدة من الماء تساوي في الكمية عشرة اوقية من الهواء فذلك لا يكون إلا بأن يتصور هاهنا شيء موضوعا لها مشتركا ، كانك قلت إذا امتد وتخلخل صار هواء وإذا تكاثف وانقبض صار ماء. ومثل هذا التعادل لا يفيد شيئا فتكون المختلفة غير متغايرة ، لان هذا التعادل إنما هو من جهة الاتفاق لا من جهة الاختلاف. وإن قلنا انها متعادلة من جهة الكيفية المشتركة كما يظهر في قول ابن دقليس انه يريد بهذا المعنى مثل ان يقول ان الحرارة التي في جزء من النار مساوية للحرارة التي في عشرة أجزاء من الهواء ، فمن البين ان هذا النوع من التساوي إنما يوجد من جهة ما هي مشتركة في هيولى واحدة من جنس واحد فإن الأقل والأكثر والمتساوي هي من جنس واحد. وإذا كان ذلك [كذلك] فليس هذا النوع من التعادل والتساوي مغنيا في ثباتها لان تغير النار إلى الهواء إنما هو بأن هذه يابسة وهذا رطب. فمن هذه الجهة قد كان ينبغي لمن يقول انها غير متغيرة ان يروم إعطاء التعادل بينها ، وهذا التعادل إنما يوجد لها في الكل لا في الأجزاء. ولذلك نقول نحن إنها غير متغيرة بالكلية متغيرة بالأجزاء.
٣١ ـ قال :
وقد يلزم ابن دقليس شناعات كثيرة في مذهبه مما يرى وفي غير ذلك. أما اولا فإنه لا يكون النمو على رأيه إلا زيادة على النامي وتراكما فقط وذلك / انه يقول ان النار إنما تنمو بالنار والأرض بالارض والاثير بالاثير. وهذا إنما هو زيادة لا نمو ، فإن النمو إنما يكون بطريق الاستحالة على ما تبين. وأصعب من هذا عليه واشنع أن يقول لم كانت الأشياء المتكونة بالطبع يوجد لها التكون إما دائما وإما