أن يأتوا بضرب آخر من التكون للحم والعظم فإنه إن كان اللحم منها جميعا أو من أكثر من واحد منها ، كأنك قلت من الماء والنار فلا يخلو أن يكون الماء والنار موجودين في اللحم بالفعل فيكون تركيبا كما قال أهل المذهب الأول ، واما أن يكون حدوثه بفساد كل واحد منهما فيكون الحاصل الباقي منهما إنما هو الشيء المشترك بينهما وهو المادة الاولى الموجودة بالقوة وذلك مستحيل. وهذا الشك إنما كان يلزم من قال ان حدوث الأجسام المركبة من الاسطقسات يكون على جهة التغير لو كانت فصول الاسطقسات الأول ، مثل الحرارة والبرودة لا يقبلان الأقل والأنقص ، فإنه لو كان الأمر كذلك لوجب أن يكون كل تغير يوجد لهما لا يحصل عنه الا أحدهما او هيولى لو أمكنت فيها المفارقة. وأما إذا قلنا أن الحار والبارد قد (١) يكونان بإطلاق ويكونان أزيد وأنقص فنحن نقول إن الذي يحدث ليس هو باردا على الإطلاق ولا حارا على الإطلاق ولا شيئا هو أيضا بالقوة حار ولا بارد بل نقول أنه حار وبارد معا على جهة ما نقول ذلك في المتوسطات حار بالاضافة إلى البارد المطلق الذي في الغاية وبارد بالاضافة / إلى الحار الذي في الغاية. فاما على أي جهة يكون ذلك ، فهي الجهة التي تبين وجودها وهي جهة الاختلاط ، فإن الاختلاط ليس كونا مطلقا ولا هو أيضا استحالة. وعلى هذه الجهة ليس هو تغير أحد الضدين إلى الثاني ولا تغيرهما إلى الهيولى بل يكون حدوث المركبات عن الأسطقسات على جهة الاختلاط وحدوث الأسطقسات من المركبات على جهة الانحلال وإنها بالقوة
_________________
١ ـ هنا ينتهي الساقط من مخطوط مودينا.