وذلك أن الكون إنما هو تغير ومبدأ التغير إنما هو الهيولى. وهو يعتب>يعيب< كلا الفريقين ولكن يقول إن من اكتفى بالسبب الهيولاني فقط فنظره أشد مناسبة / إذ كان قد أعطى مبدأ للتغير من جهة ما هو مبدأ تغير. وأما أولئك فإنهم أعطوا في التغير مبدأ غير مناسب للتغير وذلك أن الصورة هي التي إذا وجدت كف التغير لا أنها سبب التغير وهو. يعاند القائلين بأن الصور هي الأسباب الفاعلة القريبة. بأنه لو كان الأمر كما يعتقدون من غير أن يكون هاهنا حاجة لإدخال سبب ثالث للزم أن يكون التكون دائما متصلا ولا ينحل في نوع من الأنواع ، لأنه إذا كانت الصورة موجودة فما بال الشيء يحدث في وقت دون وقت ولذلك ما يجب إن كانت هاهنا صورة حادثة أن يكون سبب فاعل أقدم منها بالطبع. وأيضا فقد نجد هاهنا أشياء الفاعل فيها غير القابل وغير الصورة ، مثال ذلك الصحة المتكونة عن صناعة الطب في بدن الإنسان فإن الطبيب الذي يفعلها هو غير الصحة وغير القابل لها فإن الصحة غير الصناعة والقابل أمر ثالث. وكذلك الأمر في جميع الصنائع الفاعلة وهو ليس يعذل هنا أفلاطون على أن الصورة سبب فاعل على الإطلاق بل إنما يعذله على أنها أسباب قريبة وبالذات أو مكتفية بنفسها في جميع ما يحدث فإنه يضع أيضا أن هاهنا صورة فاعلة وإن كان وجودها عنده على غير الجهة التي هي عند أفلاطون فهو إنما يخالف أفلاطون من جهة وجود الصور وفي جهة فعلها فقط لا في وجودها على الإطلاق. ولا في فعلها على الإطلاق. وأما الذين يكتفون بالهيولى فقط في جميع ما يكون فإنه وإن كان نظرهم أشد مناسبة فهم مخطئون أيضا وذلك أنهم يجعلون مبدأ القبول والانفعال بعضه مبدأ الفعل والتحريك وهو من