واجب إذا وجد البيت وكون الحجارة والطين متى كان الأساس فلو كانت هذه متى وجد المتقدم فيها لزم وجود المتأخر أعني لو كان يلزم متى وجد الأساس أن يوجد البيت لقد كان يجب أن يكون التتابع والتشافع لكون هذه ضرورة متصلة. لكن معلوم أنه لا يجب أن يكون الأساس إلا متى وجد البيت لأنه قد وضع لزوم وجود الأساس عن البيت. فمتى كان وجود البيت الآخر ضرورة ، غير أنه معلوم أنه ليس يوجد المتأخر هاهنا ضرورة ، إذ كان قد يمكن أن يوجد والا يوجد ، وإنما يجب ضرورة أن يوجد من جهة فرضنا ذلك ووضعنا إياه لا من جهة الأمر في نفسه. فلو كان وجود البيت الذي هو الاخير ضروريا للزم أن يكون موجودا دائما ، وقد يمكن الا يكون موجودا ، وذلك أن الحال في الوجود هي الحال في التكون بعينه ، واللازم فيهما واحد. وإذا كان لا يمكن باضطرار اتصال في الكون في الأشياء التي لها أوائل وأواخر ، فمن ذلك يظهر أيضا أنه لا يمكن ذلك في الأشياء التي تمر على الاستقامة إلى غير نهاية في الطرفين. وذلك أن هذه الأشياء ليس لها أول يجب من قبله أن يكون لها أخير ولا لها أخير يجب من قبله أن يكون لها أول فاللزوم فيها أعدم فيها من المتناهية وإذا كان ذلك كذلك فلم يبق إلا أن تكون ضرورة الكون لها على جهة الدور. وذلك واجب من قبل أن التكوين الدائم هو ضروري والضروري أزلي ، والأزلي يحرك دورا. وذلك أن الكون الأزلي قد وجب أن يكون له مبدأ ، وإذا كان له مبدأ فلا بد أن يكون وجوده من جهة ما له مبدأ إما على جهة الاستقامة وإما على جهة الدور. لكن وجوده على جهة الاستقامة يوجب أحد أمرين إما أن لا يكون أزلي وإما أن لا يكون له مبدأ. وذلك أن المستقيم إذا كان له مبدأ وأخير ،