المقولات ومنها انه كون ما وفساد ما. وذلك ان السبب في هذا هو ما قيل في كتاب المقولات ان الامور المشار اليها صنفان : فمنها ما يقال لا في موضوع ولا على موضوع ، وهو شخص الجوهر؛ ومنها ما هو في موضوع وهو شخص العرض ، فما كان من هذا لا في موضوع قيل في التغير اليه كون باطلاق وفي التغير منه انه فساد باطلاق ، وما كان من الاشخاص التي تقال في موضوع قيل في التغير منها واليها انه كون شيء ما وفساد شيء ما. والسبب في هذين الاستعمالين اعني الذي في الجواهر والذي في الاعراض والجواهر هو بجهة ما سبب واحد ، وهو إن وجد فيها صنفان كامل وغير كامل فقيل في التغير من الكامل والى الكامل من الصنفين جميعا كون مطلق وفساد مطلق ، وفي التغير الى الناقص ومن الناقص إنه كون ما وفساد ما. مثال ذلك في الجواهر كون الارض ، من النار والنار من الأرض ، وكون الإنسان ، وكون العلم للإنسان ، فإن التغير من النار والى النار يقال فيه كون مطلق وفساد مطلق ، والتغير من الأرض وإلى الأرض يقال فيه كون ما وفساد ما ، إذ النار اكمل وجودا من الأرض ، والتغير من الإنسان والى الإنسان يقال فيه أيضا كون مطلق وفساد مطلق ، والتغير من العلم والى العلم يقال فيه انه كون ما وفساد ما. فقد تبين من هذا القول الوجه الذي به نقول في التغير الى بعض الجواهر انها كون باطلاق وفساد بإطلاق ، وفي بعضها لا نقول ذلك ، والوجه الذي به نقول ذلك والوجه الذي به نقول ذلك في الجواهر والاعراض وانها على جهة شبيهة. وأنه ليس ينبغي أن يشككنا القول في بعض هذه الجواهر انها تتكون من غير