من جميع أجزائه (١) ، وينقص بنقصانها على أن الطبيعة هي الحافظة لشكل ذلك العضو في وقت نموه عن تلك الرطوبة. هذا هو معنى ما قاله في هذا المعنى وإن لم تكن الفاظه بعينها. وعلى هذا تتكون الجهة البرهانية التي ينحل بها الشك المتقدم إنما هي جهة الاختلاط الذي يوجد لبعض الاجسام وهذا إن كان حقا في نفسه فكيف يظن بمن هو المفيد لما قيل من الصواب في هذه الأشياء وما يقال الى غابر الدهر إنه ذهب عليه هذا في هذا الموضع إن كان حقا في نفسه او كيف يظن به / أنه اكتفى في هذا المعنى بأمر مقنع مع قصده تتميم / ما نقص للقدماء في هذه الأشياء. فقد ينبغي أن ننظر نحن في ذلك فنقول :
إن قول القائل إن النمو إنما يكون في الصورة [هو بيّن أنه ليس يعني به أن الصورة] تنمو بما هي صورة ، فإن النمو من باب الكم والصورة من باب الكيف ، وإذا كان ذلك كذلك وكان النمو هو من باب الكم فإنما اراد بذلك أن الشيء لا ينمو في الكم أي في جميع أجزائه من جهة ما هو كم بل من جهة ما هو كم ذو صورة ، أي كم صورته صورة النامي لا صورة المنمي. وإذا كان ذلك كذلك فالكم الذي يفعل النمو انما هو كم بالقوة. ولذلك ليس يلزم اذا كمل النمو (٢) ان يكون يداخل كمه كم النامي كما يلزم ذلك اذا وضعنا كم المنمي كمّا بالفعل ، لان الكم الذي (٣) بالفعل انما يوجد
____________________
١ ـ أجزائه : أ؛ اجزائها : ب ، م.
٢ ـ كمل النمو : أ؛ خالط النامي : ب ، م.
٣ ـ إذا كان : أ.