لشكلها الذي هي به يد.
١٥ ـ قال :
ومن الدليل على أن / الصورة أظهر في الأعضاء الآلية منها في المتشابهة أن الميت قد يقال أن له لحما وعظما أكثر مما يقال أن له يدا ورجلا. وإذا كان هذا هكذا فيجب أن يكون أي جزء كان من اللحم من وجه ناميا ومن وجه غير نام ، اما من قبل الصورة فنام ، واما من قبل الهيولى فغير نام. ولما كان النامي إنما يصير أعظم بورود الغذاء عليه من خارج ، وكان الغذاء ليس هو بالفعل الشيء الذي يرد عليه ، أعني ليس هو عظما بالفعل ولا لحما وإنما هو بالقوة ، فإذا تغير صار عظما ولحما ، فقد يجب أن يكون الغذاء من جهة شبيها ومن جهة غير شبيه ، فهذا معنى ما يقوله في حل هذا الشك اللازم في النمو واعطاء الجهة التي بها يكون النمو. والاسكندر المفسر لهذا الكتاب يقول أن ما قيل من ذلك إنما قيل على جهة الاقناع وسكون النفس إليه ، فإن المادة ليس تذهب كلها ولا تتحلل بأسرها في النامي ، بل فيها شيء يبقى ثابتا والا كانت الصورة يمكن أن تفارق وإذا كانت المادة فيها جزء ثابت فذلك الجزء نام ضرورة فأما كيف تنمو المادة فذلك يكون بجهة الاختلاط وذلك أن من / شأن الجسم النامي إذا ذهب منه جزء ان ينقص في جميع أجزائه ، وكذلك يعرض فيه عند الزيادة بمنزلة ما يعرض عند إخراج الدم من البدن أعني أنه ينقص الدم في جميع أجزائه بنقصان جزء منه وكذلك يعرض فيه عند الزيادة. ولذلك يجب أن يكون في الاعضاء الناشئة رطوبة مبثوثة يختلط بها الغذاء الوارد عليها إذا استحال إلى طبيعة تلك الرطوبة فينمو شكل العضو بنمو تلك الرطوبة