التي هي على المجرى الطبيعي للناظرين وراموا ان يعطوا اسباب ما يظهر فيها من قبل اعتقادهم في الاسطقسات انها اجسام غير منقسمة. واطرد لهم / ذلك في جميع الأشياء لو كان الامر على ما ظنوا في الاسطقسات. وأما قوم أخر وهم آل برميندس وآل ما ليس فجحدوا الامور المحسوسة وجعلوا المبادي مما خيل لهم. فقالوا ان الموجود كله واحد وانه غير متحرك. والقول الذي حركهم الى هذا الاعتقاد هو هكذا : قالوا ان كان الموجود متحركا او كثيرا فهنا ضرورة خلاء [موجود وذلك ان المتحرك ليس يمكن فيه [...] لم (١) يكن له خلاء يتغير فيه وكذلك أيضا [...] لا يمكن أن تكون موضوعا] موجودا ما لم يكن خلاء. قالوا وسواء كانت الأشياء الكثيرة منفصلة بعضها من بعض او متماسة او كثيرة بقبول الانقسام فإن كل واحد من هذه يلزم وجود الخلاء ، وذلك أن المنفصلة إنما انفصلت بالخلاء الذي بينهما. وكذلك المماسة إنما لم تتصل لوضع الخلاء الذي بينهما. قالوا واما المتصل فليس يمكن أن ينقسم حتى يكون كثيرا ما لم يكن كله خلاء ، وذلك ان المتصل ان كان منقسما فهو منقسم بكليته ، وذلك ان القول بأنه منقسم في البعض وغير منقسم في البعض خارج عن القياس ، فإنه لا سبيل ان يقال اي جزء هو منقسم [وأي جزء هو غير منقسم] ، ولا ان يقال انما صار هذا منقسما بأنه / خلاء وهذا غير منقسم ، بأنه ملاء ، وإن كان منقسما بكليته لم يبق منه شيء غير منقسم ، فوجب ان يكون كله
__________________
١ ـ في الأصل : لا.