خلاء وألا يكون هنالك كثرة لانه إذا لم يكن هنالك آحاد منقض إليها لم تكن هنالك كثرة. لكن الخلاء غير موجود فالكثرة والحركة غير موجودة. فهؤلاء قد تركوا ما يوجد حسا لامثال هذه الحجج لانهم رأوا أن القياس أولى بأن يتّبع من الحس. ولذلك قال بعضهم أن الكل غير متناه لانه لو تناهى الكل لكان هنالك خلاء يتناهى اليه. وترك ما يوجد حسا لأمثال هذه الأقاويل أشبه بالجنون ، بل نقول أن المجنون لا يبلغ من جنونه ان يرى ان النار والجمر واحد ، بل مقدار ما يعتري المجنون من ذلك ان يظن بالأشياء التي هي قبيحة بحسب العادة انها ليست بقبيحة ، وبما هو جميل ، انه ليس بجميل وانه ليس بين امثال هذه فرقا للخفاء الذي في هذا الجنس ، لا ان يظن ذلك في المحسوسات انفسها. واما لوقيس فإنه وافقه على صحة اتصال المتقدم بالتالي في قياسهم ، وهو أنه إن كانت الحركة والكثرة موجودة فالخلأ موجود ، وخالفهم في المستثنى ، وذلك أن القائلين بأن الموجود واحد استثنوا مقابل التالي ، وهو أن الخلاء غير موجود فانتج لهم مقابل المقدم.
٢٢ ـ قال :
وأما لوقيبس فإنه استثنى ما هو ظاهر للحس وهو المقدم فانتج ان الخلاء موجود. ولذلك ظن أن عنده أقاويل في إعطاء أسباب هذه الأشياء لا يبطل معها لا الكون ولا الفساد ولا الحد فهو [كذا] لا الكثرة ولا شيء من الامور المحسوسة. ولما وافقهم